(120 دقيقة) يُعيد للذاكرة صوراً من معارك ريف السويداء الشرقي في مواجهة إرهابيي “داعش”
بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لحرب تشرين التحريرية عرض في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق الفيلم الوثائقي التسجيلي “120” دقيقة الذي يسلط الضوء على معارك البطولة والشرف في قرى ريف محافظة السويداء الشرقي ضد إرهابيي تنظيم “داعش” في الـ 25 من تموز عام 2018.
الفيلم الذي عرض لأول مرة قبل عامين في السويداء هو من سيناريو وحوار هزار نصار وإخراج شريف فراشي وإنتاج مجموعة غرز الدين ويقدم 100 شهادة حية في 25 دقيقة لأحداث عاشها سكان 9 قرى وهي “رامي والشبكي والشريحي والغيظة والعجيلات وطربة والكسيب ودوما وعراجي” والذي ارتقى فيها 250 شهيداً وشهيدة من المدنيين العزل وأسفرت عن مقتل 183 من إرهابيي “داعش”.
ويقدم الفيلم لقاءات مع الأهالي الآمنين والجرحى وأسر الشهداء الذين تعرضوا لأبشع أنواع الترهيب على يد مجرمي العصر التكفيريين ودمجها مع لقطات حقيقية من المعارك التي شارك فيها أهالي القرى من رجال ونساء ومن ساندهم من القرى المجاورة وتضحيات الجيش العربي السوري في سبيل إعادة الأمن لربوع ريف السويداء ليقدم الفيلم وثيقة تسجيلية تبقى في الذاكرة الحية للأجيال المقبلة.
وفي كلمة له قال سماحة شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين حمود الحناوي: “إن سنة الحياة وعمارة الكون يكونان في إحياء إرث الأجداد الذين تركوا لنا تراثاً مجيداً مقروءاً ومكتوباً في سجل الخالدين ورموزاً وقادة علمونا كيف تطلب الحياة”.
وأشار إلى أن معركة الريف الشرقي في السويداء من المعارك الخالدة في نضال السوريين بوجه الغزاة وتبين استبسالهم في الدفاع عن أرض الوطن لتبقى رايته خفاقة فيها ضد المعتدين مثمناً جهد فريق عمل الفيلم في تقديم هذا العمل الذي يعد غيضاً من فيض الحقيقة حيث جاء بالصوت والصورة ليوضع كوثيقة للتاريخ.
بدوره بين الشيخ عبد الوهاب أبو فخر في تصريح لـ سانا أن الفيلم يعد لفتة حقيقية لمجريات ووقائع ما تعرض له أهالي القرى من الإرهاب وما تلحق بالإرهابيين المهزومين من ضربات موجعة على يد أبطال جيشنا منوهاً بالشباب السوري الذين حملوا قضية وهم الوطن في الحفاظ والدفاع عن كل ذرة تراب فيه كونه الوجود والحياة.
القدوة الإنسانية الطبيب احسان عز الدين أكد في تصريح مماثل أهمية تشجيع الشباب على إنتاج أعمال تحيي مآثر جيشنا والشعب السوري الصامد لتبقى في الذاكرة ولتتعرف الأجيال على حجم التضحيات التي قدمها شعب سورية.
ودعا عز الدين الشباب السوري للنهوض بالوطن من خلال روحهم المعطاءة التي تحمل راية سورية وهمومها والمشاركة بكل وفاء واخلاص وحمية لترسيخ اللحمة الوطنية وإعادة الألق لربوع سورية.
ولفتت مؤلفة الفيلم نصار إلى أن العمل أنتج بمعدات وأدوات بسيطة وإمكانيات متواضعة ورغم ذلك استطاعوا نقل شهادات تحكي أحداثاً مؤلمة وبطولة استثنائية لشعب وجيش حمى الأرض والعرض.
وعن رسالتها التي حاولت إيصالها من خلال الفيلم قالت نصار “مقولة الفيلم تمثلت بعنوانه حيث كانت 120 دقيقة كفيلة بإسقاط أسطورة “داعش” الإرهابية على عتبات السويداء وتحت أقدام شرفاء الوطن”.
مخرج الفيلم فراشي بين أن الفيلم استغرق في أعداده وقتاً طويلاً لكونه اعتمد فيه على لقطات حقيقية وشهادات حية لافتاً إلى أن الفيلم رغم بساطته التقنية إلا أنه حمل أمانة توثيقية.
وفي ختام العرض كرم فريق العمل من قبل المركز الوطني للدراسات والبحوث التوحيدية.