رئيس الصحة الإنجابية في حمص: ظواهر اجتماعية غير مبشرة بالخير

تتأثر الشرائح المجتمعية الهشة في زمن الأزمات بصورة واضحة، وخاصة الأطفال والأمهات فتصبح المسؤوليات الملقاة على عاتقهن بمنزلة أعباء ومخاطر عليهن، يعزز من ذلك بقاء وتيرة الإنجاب مرتفعة في بعض المناطق بعينها رغم الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة.
قال د. محمد عبود رئيس الصحة الإنجابية في مديرية صحة حمص: لا توجد لدينا مؤشرات على زيادة عامة في الإنجاب، لكن الملاحظ أن النسبة لا تزال مرتفعة لدى بعض المناطق والفئات المصنفة أصلاً بمعدلات توالد مرتفعة، وذلك لاعتبارات ومفاهيم وموروثات اجتماعية وفكرية سائدة بينهم.
أضاف: ازدادت خلال العقد المنصرم ظاهرة الزيجات المبكرة أو زواج القاصرات وكذلك حالات الطلاق كنتيجة مباشرة لها، وفِي أكثر الحالات تُلقى مسؤولية رعاية الأطفال على الأم المطلقة، في حين يتابع الزوج حياته في زيجة أخرى أو مسافراً وما إلى ذلك .. منوهاً بأن الظروف الاقتصادية فرضت ازدياد الولادات المنزلية غير الآمنة وعالية المخاطر للأم وللطفل على حد سواء، من وفيات وتشوهات إلخ ، وتكثر الولادات المنزلية في بعض المناطق مثل تلبيسة , تلدو ، كفرلاها ، الفرقلس ، حسياء ، الغور الغربية بسبب عدم وجود مراكز توليد صحية متكاملة .
مضيفاً أنه يجب التمييز بين خدمات الصحة الإنجابية وهي مسؤولية مباشرة لمديريات الصحة بمشافيها وعياداتها ومراكزها، وبين مشكلات وقضايا الصحة الإنجابية وهذه مسؤولية عدة جهات في وقت واحد، بمعنى؛ أن يكون التصدي لمثل هذه الظواهر مشتركاً بين جهات عديدة وليس ملقى على عاتق الصحة فقط .. فلماذا لا تقوم الجمعيات بدور ما هنا ؟ .
وخاصة تلك الجمعيات التي تمنح قسائم شرائية ، وذلك بأن تشترط إعطاءها بخضوع الأم لمراقبة ومتابعة صحية في المراكز الصحية .
متابعاً : إذاً.. كثيرة جداً هي الظواهر غير المبشرة بالخير في الوقت الراهن وربما وعلى مستقبل جيل قادم ، وعليه يجب دق ناقوس الخطر والبدء بعمل مشترك من عدة جهات معنية: مديريات الصحة ، الشؤون الاجتماعية ، الجمعيات ، الأوقاف ، التربية والبلديات ، ولتكن المبادرة من حمص بأن تعقد اجتماعات دورية تنسيقية بين تلك الجهات بإشراف المحافظة ، بحيث توضع خطة عمل وبرنامج زمني لها ، مع رصد مستمر للنتائج على أرض الواقع كي لا تفرّغ الاجتماعات من مضمونها وجدواها ، وكي تضمن توزيع الخدمات الصحية (خاصة تلك المقدمة من المنظمات الدولية ) بعدالة بين المناطق ، وبما يرفد الجهات الصحية الرسمية بالدعم الصحي في ظل الظروف الراهنة من مراكز ومشافٍ غير مرممة ومن نقص في الكوادر التي تهاجر خارج البلد أو التي تهاجر من القطاع الصحي العام إلى نظيره الخاص نظراً لتدني الأجور، مشيراً إلى نقص حاد في أجهزة الماموغواف .. (ثلاثة فقط في محافظة كبيرة كحمص)، ورغم ما لوحظ من ارتفاع الإصابة بسرطان الثدي في الريفين الغربي والشرقي من المحافظة ، إلاّ أن كلاً من مشفيي تلكلخ والمخرم الحكوميين في تلك المناطق لا يزالان من دون جهاز ماموغراف حتى الآن ؟!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار