البطر والبقر ..!

عندما تشتد في وارد بريدك الافتراضي (الأخبار)، ويخفت في منزلك ضوء “اللدات”، وورق الروزنامة أمامك يذكرك بنهاية صلاحية الجزدان النافق لمرتّب الشهر مع صغائر مصروف واكتنازك لفعل القرض والدَّين لكبائر الفواتير ومتطلبات الجامعات وتعبئة المازوت في الخزان.. حينها ما عليك سوى اللجوء إلى عالم المنوعات وتحديثها لقراءة كل ما هو جديد دون الالتفات إلى معرفة ما إذا كانت موثَّقة أو شائعات مادام قصدك الترفيه عن نفسك والابتعاد قدر الإمكان عن ماورائيات الجُمَل الخبرية والوجع في المساء!!
لذلك، استقطبْ كلَّ موقع فكاهي، وحضِّر له عدَّة الاستمتاع من نظر ثاقب وعينين برّاقتين وعقل خال من أي تفكير واجتهاد أو عمليات حسابية، وحمّل الصور الضاحكة وأخبار الفن والفنانات، وكن حاضراً لتلقي كل ما هو جديد حتى لا تفوتك معلومة من قبيل: “الراقصة الشرقية البرازيلية” شقّت عُباب البحر وغزت الساحة المصرية، وحقَّق حضورها سعراً خرافياً يتناسب طرداً مع كل هزة خصر ونص على أنغام السيدة أم كلثوم وعبد الوهاب !!ثم لتصل إلى غريب الأخبار حول بقر هولندا المملوك لإحدى الشركات البطرانة، والتي تقدم خدمة “دلال” لم أستطع تحديد الشريحة المستهدفة منها، هل هي البقر أم الزبون المستفيد من حليب البقر؟؟ حيث إن الخدمة عبارة عن (داتا) توفر معلومات البقرة الحلوب المنتِجة من خلال موقع إلكتروني مدوَّن على العلبة، إن صار وفعلّه المستهلك تظهر له صور وفيديوهات تعود للبقرة الخاصة بعلبة الحليب التي يشربها الزبون، وتكون عربون صداقة مستحدثة على أثير الافتراض يربط ما بين الزبون والبقرة بصلة بطر ودلال، أبعدَه الله عنّا وعن السامعين وعن بقر مزارعنا وخرافنا، والأنكى أن يصل الخبر إلى مسامع الديوك والدجاج، ويصير لكل من يبيض “علينا” داتا معلومات!!..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار