إذا أردت أن تطاع !!
تأتي مطالبة الفريق الحكومي المعني بالتصدي لوباء كورونا التشدد في تطبيق الإجراءات الوقائية تحسباً من ذروة ثانية لانتشار الفيروس بالتزامن مع عودة انتشاره في الدول الأخرى وهذا الإجراء الاستباقي في أوانه و كان سيؤتي أكله لو أن الجهات المعنية الأخرى عملت على توفير الأسباب التي تمكّن من تحقيق شروط تلك الإجراءات كالتباعد المكاني مثلاً.
فمن يتجه إلى الأفران سيجد أن الازدحام أمامها لا يمكن وصفه .. فالأعداد بالمئات وكلهم يتدافعون للحصول على مخصصاتهم التي حددتها البطاقة (الذكية) التي وجدت فيها الجهات المصدرة لها حلاً سحرياً.. إلا أن ما حصل كان العكس تماماً . إذ فاقمت المشكلة بدلاً من حلها وظل المواطن على أمل إيجاد الحلول مع الوعود المتكررة إلا أن شيئاً من ذلك لم يحصل . وليست وسائط النقل العامة التي تغص بالركاب بأفضل حالاً إذ لا تكاد الواحدة منها تتسع لموطىء قدم في ظل محدودية أعدادها وجشع سائقيها وسعيهم لكسب أكبر عدد من الركاب وبالتالي المزيد من المنفعة المادية .
كل هذه الأمور تجعل المواطنين يضعون الإجراءات الاحترازية خلف ظهورهم مقابل قضاء حوائجهم .
وهنا يمكن القول إن بين تعاميم الجهات المعنية والواقع الحقيقي الذي يضطر المواطن لأن يعيشه بتفصيلاته يومياً نلاحظ فجوة كبيرة وكأن مصدري تلك القرارات لا يعيشون في نفس البيئة والواقع ,وهم معذورون فلم تضطرهم الظروف للعيش كما يعيش المواطن العادي .
إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع , بمعنى أن الطلب من المواطنين الالتزام بالإجراءات الاحترازية لابد أن يوازيه الطلب من الجهات المعنية توفير مستلزمات هؤلاء المواطنين بيسر لا أن يتركوهم مرغمين على التزاحم سعياً للحصول على حاجاتهم . فكل عمل لابد أن يتم التشبيك لإتمامه بين أكثر من جهة حتى يتم تنفيذه على أكمل وجه .