الشكوى لغير الله ..!
تتعرض سهام للسرقة أو النهب في تفاصيل حياتها اليومية لدى شرائها موادها الغذائية اليومية ، لدى ركوبها تكسي ،لدى شرائها قطعة ثياب، وحتى الأدوية تختلف أسعارها من صيدلية إلى أخرى ، في كل شيء .. لتردد ساخرة ( الشكوى لغير الله مذلة ) ولن تهدر وقتها في تسجيل شكوى لتعيد لها حقوقها فهذه تفاصيل يومية ، وحال سهام حال كل الناس الذين يعيشون حياة أشبه بمعركة يومية على كل الجبهات في سبيل انتزاع حق البقاء على وجه البسيطة.
في المقابل يومياً نسمع عن تنظيم ضبوط هنا أو إغلاق محال هناك ، عن عقوبة لهذا أو ذاك لا تتعدى دفع مبلغ زهيد وإن اشتدت الأمور تكون العقوبة مع دفع مبلغ مالي أي ( ضحك على اللحى ) ، وكل تلك السلوكيات من قبل المخالفين تكون بذريعة ارتفاع سعر الصرف ، بل وتباغت كل من يحتج على أنه (خارج التغطية) أو أنه شخص منفصل عن الواقع ، والنتيجة ترك الحبل على الغارب للتاجر لتحقيق المزيد من الربح وسرقة ما في جيوب الناس. وتالياً حرمان الناس من استرداد حقوقهم.
أمام هذا الواقع لن يملّ المعنيون من تكرار عبارة أنهم مستعدون لمعالجة أي شكوى ترد إليهم ، ويحمّلون المسؤولية في بعض الأحيان للمواطن لسكوته أو عدم التقدم بالشكوى على هذا أو ذاك. ممن يلتهمون ما تبقى في جيبه، عدم الشكوى فعلاً ثقافة غير موجودة لعدة أسباب أولها لانعدام الثقة بين المواطن والجهات الرقابية بقدرتها على استرداد حقه، أو من باب (الخطية ) أو الحرام وحتى لا يكون سبباً في إغلاق محل المخالف أو قطع رزقه.
إذاً المسؤولية كبيرة على عاتق المعنيين في الجهات الرسمية من خلال العمل على إعادة بناء الثقة قولاً وفعلاً مع المواطن والعمل على تعزيز ثقافة الشكوى على أنها حق من حقوقه ، وتعرضه للظلم يومياً وسكوته يعني قبوله بالظلم ..يكفينا تلاعباً بقوتنا ونهب ما تبقى من بقية باقية في جيوبنا ..الجميع مسؤول عن ضبط الأسعار وفلتانها قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه.