الشفافية لكسب الثقة
كثيرة هي الأزمات التي مرّت على بلدنا بسبب ظروف الحرب والحصار الاقتصادي الجائر و التي أثرت بشكل أو آخر على جميع مناحي الحياة المعيشية للمواطن وعلى اقتصاد البلد أو أوضاعه الصحية .
في كل تلك الأزمات التي مرّت وتمر على بلدنا نلاحظ كم الأخبار المتناقضة حول أي أزمة من تلك الأزمات إن كان من ناحية الأسباب الموجبة لها أو لتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة وكثيراً ما نرى بعض الجهات تتعامل مع الأرقام والمعطيات بشيء من الغموض بعيداً عن الشفافية فلا تعطي أرقاماً دقيقة يمكن أن تكسب بها ثقة المواطن وتجعله يلجأ إليها كمصدر وحيد للمعلومات وقد اعتادت أكثر من جهة لدينا على ذلك الغموض في عرض أي مشكلة من المشكلات كنقص الغاز والوقود والمواد الغذائية وغير الغذائية..إلخ
وهنا نقول :إذا كان المواطن معنياً بشكل أو بآخر بأي أزمة من تلك الأزمات وهي تؤثر في مسار حياته اليومية فلماذا لا تطرح الأرقام أمامه بشفافية ويكون شريكاً في الحل ومتحملاً للمسؤولية ليساهم بدوره في الحدّ من آثارها بدل اللجوء إلى مبررات غير مقنعة وتجريب حلول قد تفشل عدة مرات أو تعطي نتائج عكس المراد منها أو قد لا تجدي نفعاً بعد أن يكون مرّ الكثير من الوقت ووقعت الفأس في الرأس ونعاود الكَرّة في البحث عن حلول أخرى من جديد علنا نجد فيها البلسم الشافي للخروج من أي أزمة تعترضنا؟
مواطننا اليوم وبعد الأزمات التي عايشها وسنوات الحرب لم يعد جاهلاً بتفاصيل الأمور وكيفية إيجاد حل للمشكلات بل قد نجد الكثير من المواطنين وقد أصبحوا محللين في أكثر من مجال وقد تكون لدى البعض آراء يمكن الاستفادة منها إن كانت منطقية فلماذا لا يكون شريكاً في الحلول ويتم التعامل معه بشفافية أكثر
ليس عيباً أن تبين جهة ما عجزها عن تحقيق هدف معين أو أن الظروف اعترضتها في هذا المجال أوذاك وليس انتقاصاً منها فالجميع بات على دراية بظروف البلد وبأنها خرجت من حرب تعجز عن تحملها الكثير من الدول ومطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى الشفافية مع المواطن ليكون شريكاً فاعلاً متحملا لمسؤولياته فهل سنرى تلك الشفافية أم ننتظر حتى تتزايد أزماتنا وعندها لن ينفع الندم ؟