مبادرات..!!
يستحق المواطن السوري المقيم حصراً في الوطن وعن جدارة ولوجه موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن صبره وتحمله ومكابدته كل أنواع الأزمات الخانقة المتولدة من الإرهاب التكفيري..والإرهاب الاقتصادي المتمثل بالعربدة الأمريكية وزاد في الطنبور نغماً (كورونا) التي بدا إيقاعها يتجاوز بأعداد الإصابات المتزايدة والتي بالتأكيد فيما لاسمح الله لو استمرت بالتزايد لن تتسع لها كل مشافينا ومنافسها وأجهزتها الطبية بمستلزماتها.
مع بدء الفريق المعني بالتصدي ل(كورونا) قبل أشهر من فرض الحظر انطلقت مبادرات إبداعية مهمة من مبدعين شباب عمدوا الى ابتكار أجهزة تنفس سواء منها بالتعاون مع الجامعات أو تلك التي انطلقت بالتعاون مع غرفة صناعة حلب وتم الإعلان عن تصاميم هذه المنافس الاصطناعية لتلبية الطلب المتزايد عليها في حال انتشر الوباء واستفحل نتيجة الإصابات الكثيرة.
اليوم وقد وقع المحظور وبات الحديث عن تزايد حالات الإصابة بكورونا وعجز المشافي بما لديها من أجهزة تنفس لزوم الحالات الحرجة منها، يحق لنا أن نسأل أين أصبحت تلك المبادرات والتي رافقتها تصريحات كثيرة بإمكانية تصنيعها وتلبية حاجة المشافي منها بل أكثر من ذلك يمكن رفد الأسواق العربية وتصدير المنافس الاصطناعية إليها…أين أصبحت تلك المبادرات التي كان يمكن لها على الأقل تزويد الصالات وأماكن الحجر الكبيرة بها، كالصالات الرياضية وأماكن العلاج والوقاية الداعمة من (كورونا) بدل أن نشغل المشافي العامة ونغلقها في وجه الحالات المرضية الأخرى (فهل يعقل أن تعتذر المشافي وتغلق أمام الحالات الإسعافية القلبية مثلاً) والأمثلة على ذلك كثيرة بدء من تخصيص مشفى القلب بحلب لحالات (كورونا) وإخراجه من الخدمة وغيره الكثير من المشافي العامة التي باتت محجراً ل(كورونا) والمرضى الآخرين عرضة لاصطيادهم من المشافي الخاصة التي تتعامل كما الجزار مع الحالات الإسعافية وتشليح أصحابها الملايين مستغلين بذلك حياة المريض أو الموت الزؤام..(هو ما حدث مع حالة إسعافية قلبية انتهت بالرضوخ ودفع الملايين مقابل شبكة قلبية).
تبدو مبادراتنا أشبه بهوشة عرب وتنتهي كفاقعة صابون تذروها الرياح ويقتلها روتين الموافقات وبيروقراطية المكاتب أم ليس من مصلحة بعض المستفيدين تنفيذ وتصنيع هكذا أجهزة وفي زمن الحصار كي يبقى المثل القائل (مشتراة العبد خير من تربيته) يحكمنا.. ويبقى الاستيراد واستنزاف القطع الأجنبي خيارنا القسري لبعض المنتفعين .
أسئلة برسم وزارة الصحة…فهل من مجيب؟.