أزلام «صاروا وتصوّروا».. النظام المخلوع قلب أساس «الهرم الاقتصادي» السوري رأساً على عقب!!
الحرية– مرشد ملوك:
يعيش الاقتصاد وينمو وفق منطق المصالح المشتركة والمتبادلة، بتوازن معادلة “رابح.. رابح” وهذه المصالح تتفاعل وفق مستويات هرمية ارتسمت مستوياتها من أول ما قامت البشرية في البحث عن جوهر البقاء في معرفة لحدود قاعدة “المصلحة داخل المصلحة.. وللكل مصلحة مع الكل”، ولكل فرد مصلحة في تحقق مصلحة الفرد الآخر، والجماعة لها مصلحة في مصالح الأفراد، هذه صيرورة حياتية قامت عليها اقتصاديات ومصالح الكون منذ أول وعي البشرية وأتقنت سر البقاء والاستمرار، وفي النقيض عندما تتضارب المصالح ولا تتكامل تكون النواة والبذرة لقيام النزاعات.
شخصيات مهمّشة
النظام المخلوع غير المأسوف عليه ضرب بهذه المعادلات الاقتصادية عرض الحائط، وبذلك زعزع وخلع كل أسباب وعوامل الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في سورية، من خلال توجيه كل مقدرات البلاد لمصالحه الشخصية فقط، معتمداً في ذلك على تصنيع شخصيات مهمشة وتصديرها على أنها رجال أعمال واقتصاديين بكل صفاقة ووقاحة، في حال مقزز ومستفز للناس، ليس له أي مثيل في العالم، من هنا نشأت طبقة من الجباة -تاريخها معروف بالتفصيل– وتوهم النظام البائد بقدرته على تصديرها على أنها رجال أعمال.
تريند أعمال
يروي أحد المسؤولين الحكوميين على أحد الأسماء -وما أكثرها– التي أصبحت “تريند أعمال” في وسائل الإعلام وعلى السوشال ميديا، وقد تم تصديره على أنه رجل أعمال كبير، كان قبل فترة من يقدم بوكيهات الورد والمعايدات عن أحد المقربين جداً من السلطة المخلوعة في المناسبات والأعياد، وفي الرواية الشعبية لكل فرد من هؤلاء اسمه الأول، وعلى هذا الأساس أصبحت المصلحة الاقتصادية الوطنية واحدة وموحدة تصل إلى رأس النظام المخلوع.
ارتفاع وترفع
الجميع وكل سوري كبير وصغير يعرف أسماء الكثيرين ممن “صاروا وتصوّروا” على أنهم رجال أعمال وهم بالأساس رجال خدمات من الدرجة العاشرة عند أزلام السلطة، هذا الحال وبشكل طبيعي أبعد رجال أعمال سورية واقتصادييها من تجّار وصناعيين وحرفيين وكبار مقدمي الخدمات بشكل قسري عن المشهد الاقتصادي السوري العام، وهناك الكثير من رجال الأعمال ترفع وارتفع عن العمل وفق عقلية التبعية المفرطة وعقل الجباية، الأمر الذي حرم البلاد على مدار عقود من كنوز اقتصادية لا تقدر بثمن، وكان الموئل دول عربية وغربية استطاعت اقتناص هذه الفرص التي وفرها رجل الأعمال السوري.
ما حلّ بنا
ما سبق ضرب مستويات الهرم الاقتصادي السوري بالعمق.. وهو الهرم المبني على مستويات تاريخية من المصلحة والتناغم في توزيع المصالح بناها العقل السوري من آلاف السنين، وتصل تراتبية المصلحة فيه إلى الملايين من الناس.
آلاف رجال الأعمال السوريين تم ابتزازهم بشكل مباشر وبكل الوسائل، ورقم الآلاف هذا يصل على الملايين وفق هرمية المصالح المترابطة، وهذا التفسير والتحليل الأعمق لما حلّ بنا من خراب وفقر وتدمير لكل شيء.
مناخ الاقتصاد
الاقتصاد يعيش وينمو في مناخ ووسط ملائم دائماً، كما النبات الذي تتميز فيه كل قارة ومنطقة وفق كميات الأمطار ودرجات الحرارة، واذا اعتبرنا أن الموارد شرط مسلم فيه لقيام أي اقتصاد، فإن البيئة والاستقرار من الشروط الأهم اليوم، هنا تبدو مصلحتنا وتحدياتنا كسوريين ومن أي مستوى من الهرم الاقتصادي المنشود.