أهالي حي التضامن يشاركون في التبرعات للمتضررين من الزلزال

تشرين – إلهام عثمان:
لم تمر كارثة الزلزال علينا إلا وقد تركت في داخل كل منا غصة وحرقة وألماً ولوعة, على إخوتنا الذين عايشوا أهوال الكارثة، كنا معهم قلباً وقالباً, مع صرخة كل أم، ونحيب كل أب، ومرارة كل طفل فقدَ قصته ولعبته الجميلة في ركام الذكريات، لم يهدم منزلنا وهذا لطف من الله، إلا أنه هدم بداخلنا كثيراً من المشاعر، لأننا عشنا مرارة اللحظة، فكنا عيونهم التي ذرفت دموع الحسرات والفقدان، جرح عمّ كل بيت في سورية، ومن دون جدل أو تشكيك فالألم والجرح واحد، حيث هبّ كثير من الأهالي، ومن كل المحافظات لمناشدة إخوتنا في حلب واللاذقية وحماة وحمص، وكل حسب قدرته, فمنهم من كان لا يملك إلا الدعاء والدمعة الصادقة، ومنهم من تبرع بما يملك, ومنهم من تبرع بدمه, حتى أطفالنا لم تمر فكرة التبرع لديهم مرور الكرام, فأحدهم تبرع بـ”مطمورته” ولعبته الوحيدة، تعبيراً عن تضامنهم مع أهلنا، وشباب قاموا بالالتحاق بفرق تطوعية لإغاثة الأهالي الذين فقدوا عوائلهم ومأواهم، فمدوا يد العون والمساعدة لهم، وكل حسب إمكاناته المادية والجسدية.
استجابة طارئة
رئيس مجلس جمعية حنين نصر الحايك بيّن في تصريح لـ«تشرين» أهمية التمييز بين السلة الدائمة والسلة الحالية تحت مسمى /استجابة طارئة/ التي تأتي لتأمين الاحتياجات الأساسية لأهالينا المتضررين من الزلزال في المحافظات المنكوبة.
وعن آلية سير العمل في جمع التبرعات لمتضرري الزلزال، أضاف الحايك: نحن كجمعية خيرية بالتنسيق والتشاركية مع بقية الجمعيات المحيطة، وتحت عنوان الاستجابة الطارئة بدأنا أولاً بتشكيل لجان، تم من خلالها جمع التبرعات والمساعدات المادية والعينية، وإرسالها إلى مستحقيها في المحافظات التي تعرضت للزلزال.
متطوعون
وفيما يتعلق بعمل المتطوعين في الجمعية أشار الحايك إلى مشاركتهم في العمل بالمناطق المنكوبة، وفي مقر تجمع اتحاد الجمعيات الخيرية للمساعدة في تجهيز وإعداد التبرعات وتنظيمها بالشكل المناسب، قبل توجهها إلى تلك المحافظات التي تعرضت للزلزال، وسبق للجمعية أن قامت بتدريب عدد من المتطوعين لتحقيق الاستجابة الطارئة.
وبلغت القيم المادية التي تم جمعها من الأهالي المتبرعين ٥٧٠٩٠٠٠ ليرة موزعة على دفعتين الأولى ٣٨٨٩٠٠٠, والثانية ١٨٢٠٠٠٠ ليرة.
والجميع ساهم في التبرع، فأنس الطالب في الإعدادية يعبر لـ«تشرين» عن أهمية التبرع ودوره في مساعدة الناس بالرغم من أنه يقطن مع أسرته في منزل مستأجر.
وأوضح مختار حي التضامن بخيت عيسى أهمية تعاون الأهالي بالتبرعات حسب ظروفهم المادية، فكانت التبرعات مختلفة، منها عينية على شكل ألبسة جديدة ومستعملة، ومنها المادية التي تم جمعها على مدار أسبوع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار