جنبوا أطفالكم مشاهد العنف والكوارث اختصاصي نفسي: يبنون على ذلك أحداثاً قد تتحول لاضطرابات وأمراض نفسية

تشرين- دينا عبد:

الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من التبعات النفسية المترتبة على الكوارث الطبيعية، كالزلزال الأخير الذي ترك لديهم أمراضاً نفسية، أو إن صح التعبير انطباعات نفسية سلبية عن المستقبل، وتخوفات من الفقد وخاصة في محيط أسرهم وعائلاتهم.

فيوماً بعد يوم تنكشف الآثار النفسية للزلزال المدمر، وانتشار فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاهد لإخراج الأطفال من تحت الأنقاض.

وفي هذا السياق يؤكد د.خالد حميدي اختصاص طب نفسي وسلوكي، أن الأطفال كالمغناطيس يجذبون أي شيء يشاهدونه أو يسمعونه، لذلك يجب أن نتوخى الحذر عند رؤيتهم لمشاهد الكوارث والأزمات والعنف من حروب وزلازل؛ وبجزئية الزلازل يجب الحذر لأن حجم العنف والدمار والموت يكون أكثر اتساعاً في مخيله الأطفال، ويبنون على ذلك أحداثاً قد تتحول لاضطرابات وأمراض نفسية، ومتلازمات يصعب علاجها أهمها:(الرهاب النفسي_ رهاب الزلازل_ الوسواس القهري وخاصة عند الشعور باهتزاز أي شيء _ الخوف من الفقدان_ أو الموت)

موضحاً: عند مشاهدة أبنية تنهار يزداد الأمر سوءاً؛ والخوف يتضاعف لذلك ينصح المختصون بإبعاد الأطفال عن شاشات التلفاز أو الجوالات.

وإشغالهم بنشاطات كاللعب ومشاهدة برامج الأطفال، ويفضل أخذهم إلى الحدائق العامة، أو النوادي الترفيهية وعدم التحدث أمامهم بجزئية الدمار والموت والفقدان والزلازل.

فخطورة آثار الكوارث الطبيعية قد تخلق ظواهر نفسية صعبة لا يسهل علاجها على مدار سنوات.

وهنا لا يغيب عن الأذهان أن  فقدان الإنسان بيته الذي يحمل فيه ذكريات كثيرة، سيجعله حتما معرضاً لأن يعيش حالة من الصدمة الشديدة في الأيام الأولى بعد النجاة والخروج من تحت الأنقاض.

في البداية يجب أن يشعر الناجون من الزلزال بالأمان، من خلال نقلهم لمكان آمن بعيداً عن مكان الزلزال وتوفير بيوت آمنة.

فالفترة الراهنة هي الأصعب، لأنها تمثل فترة ما بعد الصدمة مباشرة، ويحتاج الناجون خلالها إلى قدر أكبر من الدعم، للتمكن من تجاوز أزمتهم والمضي قدماً في الحياة بتأثيرات أقل وطأة تجعلهم قادرين على ممارسة الحياة بشكل أكثر مرونة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار