ما بعد الزلزال.. كيف يتم التعامل مع الأطفال حتى ننسيهم لحظات المأساة؟

تشرين – رجاء عبيد:

أسبوع مضى على الزلزال وما خلفه من كارثة على الأهالي، صور ومشاهد لا تمحى من أذهانهم، كيف عاشوها واختبروا هذه التجربة الكارثية، هل يعودون إلى عالم طفولتهم المليء بالألعاب.. أم أصبحوا كباراً على صغرٍ؟

يجيب الطبيب الاستشاري في الطب النفسي الدكتور حكم دياب في حديثه لصحيفة «تشرين» أنه عند حدوث الزلزال أوالكوارث الطبيعية غالباً لا يعرف الأطفال ما يحدث، فالرعب نابع من الخوف الذي يحدث من الأصوات التي تنتج من الارتكاسات الحسية لديهم، والجزء الأكبر من الخوف يأخذه الطفل من الكبار ، وفي هذه الحالات فإن مقدم الرعاية للأطفال والكبار لا بد أن يحافظ على هدوئه بالرغم من صعوبة ذلك ما يكسب المحافظة على هدوء الطفل.

وأضاف دياب: إن الطفل عندما يفقد السيطرة على أعصابه يبدأ بالانهيار والبكاء فمن الصعب رجوعه إلى حالته الطبيعية خاصة بوجود الكارثة كالتي حصلت قبل أيام، فبكاء الطفل يثير آخرين ويزيد الغضب والتوتر العصبي وفقدان السيطرة، مشيراً إلى أنه يجب على الكبار المحافظة على هدوئهم من أجل طمأنة الأطفال والإجابة على أسئلتهم باختصار وعدم تعنيفهم، كذلك يجب تقبلهم والتعامل معهم بلطف واحتواؤهم، كحماية الطفل ومعانقته بطريقة تخلق لديه الإحساس بالطمأنينة، فخلال تلك الثواني التي من المفترض أن تنتهي عندها الكارثة، يجب تهدئة الطفل بقصة حتى لو كانت بسيطة.

ومن جهة أخرى، فإن رؤية الأهل لمقاطع الفيديو ولاسيما القاسية منها على المشاعر، لا شك أنها تترك أثراً بالغاً على الأطفال، فمن هذا الجانب تؤكد الباحثة التربوية خنساء البدوي أن رؤية الأهل لمقاطع الفيديو والتي يمكن وصفها بالمأساوية تمثل مشاهد قاسية عن ضحايا الزلزال، فننصح بتجنب مشاهدة الأطفال لهذه المشاهد، لكن اليوم أطفالنا لديهم من الوعي الاجتماعي ما يفوق أعمارهم لذلك لا بأس بمشاهدة الأشياء البسيطة التي تبين للطفل الوضع الذي نمر به لأن الطفل يتحرى من خلال السؤال ويريد الصدق دائماً ولكن ضمن المحدود، ويجب مراعاة نفسية الطفل فالآنسة لابد أن تتحدث معه عن موضوع الزلزال كمساعدة للمصابين في المحافظات المنكوبة لجهة جعل الطفل يعيش الوضع المأساوي ونعطيه دور المسؤولية في تقديم المساعدة للآخرين ونعلمه مواجهة أية مشكلة تواجهه سواء كانت كبيرة أو صغيرة.

وتقول الباحثة التربوية: نحن نغيّب الطفل عن مشاهدة الشاشات ومهما حاولنا ذلك فهو يسعى ليطّلع عليها، فنحن أكبر ناقل للخوف والفزع له والتوتر من خلال الصوت أو النبرة أو لون الوجه من سماع أخبار أو مشاهدة فيديو أو دمع العيون فهي إشعاعات تنتقل للطفل بطريقة مقصودة وغير مقصودة، كذلك نحن نعلمه كيف يشارك الوجع والمسؤولية ومساندة الآخرين.

ونوهت البدوي بأن كارثة الزلزال والظهور الإعلامي القوي للمشكلة في المحافظات لأشكال الدمار التي حصلت تؤدي إلى حالات من التلعثم تصيب الأطفال.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار