الريشة الطائرة من دون صالة فهل من مستجيب؟
تواصل ريشتنا الطائرة سقوطها الحر في السنوات الأخيرة أمام أنظار قيادتنا الرياضية التي تقف متفرجة بعدما بقيت متربعة على الصدارة عربياً لسنوات خلت، ولعلّ الأزمة التي ضربت ببلادنا كان لها الأثر الكبير في تراجع اللعبة لما آلت عليه في أيامنا هذه، حالها بذلك حال بقية الرياضات.
إلّا أن المتابع لواقع اللعبة في الآونة الأخيرة يرى أنها تدخل في نفق مظلم وخاصة بعد فقدان الصالة التخصصية للريشة الطائرة في مدينة الفيحاء الرياضية بدمشق منذ انتشار جائحة كورونا، وعلى الرغم من الاتصالات العديدة التي يجريها الاتحاد الرياضي العام مع وزارة الصحة والوعود بعودة الصالة لملكية الاتحاد الرياضي إلّا أن جميع هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح.
وخلال تواصلنا المستمر مع كوادر اتحاد الريشة الطائرة فقد صرّحوا بضرورة عودة الصالة لكنف الاتحاد وخاصة في ظل عدم وجود إمكانية لممارسة نشاطات الريشة الطائرة في أي صالة أخرى في دمشق لازدحام الروزنامة الرياضية.
وما يزيد الطين بلة فإن وصول المدرب الماليزي الذي تم استقدامه من قبل الاتحاد الآسيوي لتطوير اللعبة قد تأجل حتى إشعار آخر إلى أن يتم حسم أزمة الصالة، وذلك على الرغم من الحاجة الماسة للخبرات الأجنبية لإعادة اللعبة إلى مسارها الصحيح مع هجرة العديد من الكوادر التدريبية الوطنية إلى خارج القطر.
وبالإضافة إلى ذلك فإن اللعبة لا تزال شبه غائبة عن الاستحقاقات العربية والآسيوية خلال الآونة الأخيرة في ظل عدم وجود رؤية استراتيجية لاتحاد الريشة لتطوير اللعبة، وضعف الإمكانات المتوافرة وعزوف أغلب الأندية عن ممارسة هذه الرياضة شأنها في ذلك شأن أغلب الرياضات الفردية.
وفي الختام فإن المسؤولية كبيرة على عاتق اتحاد الريشة الطائرة لتطوير اللعبة عبر تصويب الاهتمام نحو الفئات العمرية وعودة النشاطات المحلية بزخم أكبر وإقامة معسكرات مكثفة للمنتخبات الوطنية داخلياً أو خارجياً.
كما أن الحاجة ملحة لتضافر جميع الجهود من جميع الجهات المعنية من أجل مساعدة هذه الرياضة للنهوض من جديد واستعادة بريقها الغائب، لعلها تعود بسمة للرياضة السورية في ظل الخيبات المتتالية التي تسطرها رياضاتنا الجماعية.