تأهيل جسور دير الزور بالانتظار .. القوارب النهرية وسائل نقل بمخاطر عاليّة ومعاناة بلا حدود ! 

الحرية – عثمان الخلف :

لا تزال القوارب النهريّة وسيلة أهالي دير الزور الوحيدة للتنقل عبر ضفتي نهر الفرات، بين قرى وبلدات ومدن منطقتي الجزيرة والشاميّة، مع ما تشكله هذه الوسيلة من مخاطر تتهدد الأهالي أثناء التنقل ومعاناة كبيرة في استخدامها، سواء كان ذلك للتنقل الفردي أو نقل الحاجيات، ناهيك بالمقابل المادي لنقلها الذي لا يخضع إلا لمزاج أصحابها.

مُعاناة ومخاطر

لا رابط نقل بين منطقتي (الجزيرة والشاميّة) سوى القوارب النهريّة، سواء من ذوات الأحجام الصغيرة أو تلك الكبيرة، كما يشير خالد الحنادة – من سكان حطلة- في حديث لـ” الحرية ” : “استخدام هذه الوسائل ليس مأمون الجانب، لكننا نجد أنفسنا مضطرين، فالطلاب والموظفون يحتاجون لركوبها بشكلٍ يومي بغية الوصول إلى جامعاتهم ومعاهدهم، أو مواقع عملهم بالنسبة للموظفين، في ظل أجواء باردة وتقلبات بالطقس، تجعل رحلة كهذه محفوفة بالمخاطر، وحدث هنا عن المرضى ولا حرج، أو من يحتاج مواد غذائية وسواها، فتجد البعض يقومون بشراء مواد معينة لمدة أسبوع لبعضهم الآخر، فالقرى تحتاج الرحلة إلى المدن لسد حاجاتها”.

فيما يؤكد عبد العزيز الذياب – من بلدة مظلوم –  أن رحلة استخدام تلك الوسائل لا تتوقف على مخاطرها وما تسببه من معاناة ومخاوف، بل تصل إلى الأجرة التي يتقاضاها أصحاب تلك القوارب، حيث تبدأ من 5 آلاف ليرة، إلى 20 ألفاً، وهذا الأمر يُنهك الأهالي، حيث الظروف المعيشيّة الصعبة بشكل عام ، مبيناً أن لا ضابط يحكم التسعيرة ، فهي تسعير كيفي يعود لأصحاب هذه القوارب.

ويلفت علي الكحيط – من بلدة الصبحة – إلى أن ما أقدمت عليه ” قسد ” من إزالة طرف الجسر الترابي وتفجيره للحؤول دون عودة منطقة الجزيرة لسلطة الحكومة السوريّة فاقم الأوضاع وقطع خدمات النقل عبره، والذي كان يُخدّم قرى وبلدات الريف الشمالي ، بل وكان من الممكن شمول خدماته كافة مناطق الجزيرة لحين الوصول إلى تأهيل جسور دير الزور كاملة.

شرايين حياة

هذا ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، في تقرير حمل عنوان “دير الزور… محافظة مقطعة الأطراف”، 29 حادثة اعتداء على جسور المحافظة منذ عام 2011 وحتى آذار 2017 ، وتوزعت حوادث الاعتداء على (تسعة على يد قوات النظام المخلوع ، و15 كان “التحالف الدولي” مسؤولاً عنها، بينما دُمّر جسر واحد على يد القوات الروسية. ونسب التقرير حادثتين طالتا جسرين آخرين إلى جهات مجهولة). وفي حديث لـ” الحرية ” حول إمكانية إعادة تأهيل الجسور، أو حلول تعمل عليها الجهات المعنية لوضع حد لمعاناة تنقل الأهالي بين ضفتي نهر الفرات، أكد مدير الطرق المركزية المهندس عبد الكريم الخضر أن توجيهات صدرت للكشف على واقع الجسر الترابي الإسعافي، وإمكانية إعادة مد الكتلة الحديدية عند أطرافه من جديد وعودته للعمل، بالتنسيق مع مديرية الخدمات الفنيّة.

وأشار الخضر إلى أن مسألة تأهيل الجسور أمرٌ لا بد منه، علماً أن كافة الدراسات بهذا الشأن جاهزة، وثمة توجه حكومي جدي بهكذا اتجاه، وذلك يحتاج ولا شك دعماً وتمويلاً من الدول الصديقة، كاشفاً عن تفاؤله في المرحلة القادمة لوضع الجسور على سكة التأهيل، لما تُمثله من ضرورة حياتية للناس، واقتصادية بالمجمل للدولة السورية.

هذا وتضم دير الزور 26 جسراً ، منها 14 مُقامة على نهر الفرات، وأبرزها: حطلة، جسر كنامات، جسر الجورة، جسر الحويجة ، وأخرى للمشاة مع الجسر المعلق التاريخي

و(الاعيور ) ، إضافة لجسور الميادين والبوكمال والعشارة ، ناهيك بـ 12 جسراً على الأودية السيليّة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار