فريق (أثر) التطوعي يبدع بتزيين الجدران في دير عطية برسومات فنية 

الحرية- علام العبد :

تشهد العديد من الأحياء والشوارع في مدينة دير عطية خلال هذه الأيام ظاهرة لافتة، تتمثل في تزيين الجدران برسومات فنية وجدارية تحمل رسائل متنوعة، تعبر عن مدى الفرح بانتصار الثورة السورية العظيمة. وقد باتت هذه الجداريات تعكس ثقافة المجتمع، وتزين الجدران الباهتة لتحولها إلى معارض فنية في الهواء الطلق.

فريق أثر التطوعي في دير عطية يضم اليوم عدداً كبيراً من الشبان والشابات الطموحين أخذوا على عاتقهم وبرعاية ودعم رجل الأعمال عمار الزحيلي أحد أصحاب الايادي البيضاء بمبادرة نستطيع أن نقول عنها مبادرة توعوية وخيرية من خلال تجميل جدران المدارس الثانوية في دير عطية برسومات فنية تعبيرية .

تبين عضو مجلس إدارة فريق أثر التطوعي نسرين خليل في تصريح لــ (الحرية) أن هذه الظاهرة، التي بدأت كمبادرات شبابية فردية، سرعان ما تحولت إلى حركة فنية جماعية تهدف إلى تجميل الأحياء وإيصال رسائل اجتماعية وتوعوية، حيث يتطوع الكثير من الشباب لتنظيف الجدران وتهيئتها قبل الرسم، كما يشارك أعضاء الفريق في تلوين الرسومات التي تم تصميمها واعتمادها من فريق فني متخصص، كما أن هذه الأعمال الفنية التي يقوم بها فريق أثر التطوعي في دير عطية جاءت بالتزامن مع تحرير سورية من النظام البائد وانتصار الثورة السورية.

من جانب آخر، تشجع المختصة بعالم التصميم والتصوير الناشطة نهاد مشلح مثل هذه الأعمال، مبينة أن معظمها عبارة عن رسائل من عمق المجتمع السوري، وتحمل أبعاداً ثقافية وسياسية واجتماعية. وفضلت مشلح أن تشمل هذه الرسومات رسائل للتوعية الفكرية.

وأضافت: إن فن الجداريات لا يقتصر على الجانب الجمالي فقط، بل هو انعكاس لهوية المجتمع، كما أنه ينمي شعور المسؤولية الجماعية عندما يرى السكان جداريات تحمل قيمهم وتقاليدهم، وتحثهم على الحفاظ على محيطهم.

ولفتت مشلح إلى أنه رغم النجاح الكبير الذي لاقته هذه المبادرات، إلا أن هناك تحديات تواجهها، مثل غياب الدعم المادي والرعاية الرسمية، وكثير من المشاركين المتطوعين، يعتمدون على تبرعات فردية أو يقتنون الأدوات من مالهم الخاص.

فيما كشفت عضو مجلس إدارة فريق أثر التطوعي راوية النسر أن بعض الأحياء في دير عطية تحولت بفضل الجداريات إلى فضاءات تنبض بالحياة والثقافة، لتصبح شاهداً على إبداع الشباب ووعيه، مضيفة: إن هذه الجداريات ليست مجرد رسوم، بل قصص تحكي عن الحب، التضامن، والتراث، حيث يواصل الفنانون الشباب المتطوعون رفع الريشة في وجه الجدران الصامتة، ليجعلوها تنطق بما يخدم مجتمعهم ويحافظ على هويتهم.

وذكرت الفنانة التشكيلية عهود حمود، عن مشاركتها فريق أثر التطوعي في تجميل شوارع مدينة دير عطية، أنها سعيدة بمشاركتها في هذا العمل الفني هذا، والتعبير عن البيئة السورية من خلال رسومات متعددة تسعد الجمهور.

وأكدت أن فريق أثر التطوعي عبر الفنانين الشباب، أسعدوا أهالي المدينة برسوماتهم وجداريات عن الثورة السورية وانتصارها العظيم، وأنها وكل المتطوعين مستمتعون بمشاركتهم، مشيرة إلى أنها تشعر بالفخر كلما مرت بجانب سور مدرسة شاركت بإحدى رسوماتها، وشاركت في تجميلها.

بهذه الطريقة وعبر فرق تطوعية واعية مؤمنة بقضاياها، يحافظ أهالي مدينة دير عطية على جمال مدينتهم وشوارعها، وخاصة اليوم فرحاً باستقبال انتصار الثورة السورية العظيمة بتزيين الشوارع برسومات تعبيرية، أذهلت الجميع بتميزها ودقتها حتى أصبحت متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، مع مطالبات بتبني هذه المواهب التي أذهلت الكثيرين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار