ضرائب صالونات الحلاقة وصلت إلى ١٦٠ مليون ليرة سورية… رئيس جمعية المزينين بدمشق: نعاني من رفع أجور الصالونات

الحرية- زهير المحمد:

هل نستطيع الاستغناء عن خدمات الحلاقين والمزينين، سؤال تختلف الإجابة عليه من شخص لآخر، لكن أطرف ما سمعناه من إجابات تلك التي جاءت من جارنا الأصلع الذي قال، صحيح أن رأسي كالصحراء التي لا نبات فيها، وإنني أحلقه بالشفرة بين الحين والآخر، لكن زيارة الحلاق مرة كل شهر ضرورية جداً ليس لتحسين قيافتي لأن العطار لا يستطيع إصلاح ما أفسده الدهر، وإنما لأستمتع بسماع أخبار الحارة، وأتزود بمعلومات كافية عن حالات الزواج والطلاق والمشاجرات الكبيرة والصغيرة، مضيفاً: بين الحين والآخر يرفع معنوياتي بأحاديثه الإيجابية عن القرعان، فعلى ذمته أن القرعان ينضحون بالطيبة والذكاء والكرم.

أحد أصدقائي، أكد أن زيارته لصالون الحلاقة قد أصبحت شهرية بعد أن كانت نصف شهرية فيما سبق، وذلك بسبب الارتفاعات المستمرة لأجوره، ولأنه يدوخني بحديثه عن غلاء المنظفات وشفرات الحلاقة وأجور الصالون ومصاريف الأولاد، وبدل أن ينسيني بعض ما أعانيه من هموم ومشكلات سيعيدني إلى المربع الاول.

اختلاف بالأجور

في الواقع إن أجور الحلاقين قد ارتفعت بنسب تختلف من حي لآخر ومن حلاق لآخر في الحي ذاته، وقد تساءل بعض الذين التقيناهم  عن الضوابط والأسس التي يتم اعتمادها لوضع تسعيرة منصفة للحلاق والزبائن على حد سواء.

مبالغ فلكية

بدوره كشف رئيس الجمعية الحرفية للمزينين بدمشق سعيد قطان بتصريح خاص لصحيفة “الحرية” أن أكثر ما يشغل بال العاملين في صالونات الحلاقة هذه الأيام هي ارتفاع أجور الصالونات والتي شهدت خلال الآونة الأخيرة قفزات خيالية، فأقل إجار لصالون حلاقة بمنطقة شعبية بدمشق يتراوح بين ٢.٥ مليون الى ٣ ملايين ليرة، في حين تصل أجور الصالونات بالمناطق الراقية بدمشق الى ما يزيد على عشرة ملايين ليرة.

آمال

وأمل قطان من أصحاب ملك الصالونات الرأفة بالعاملين في الصالونات وتخفيض أجور الصالونات، فأي صالون يعيش على الأقل ثلاث عائلات، علماً أنه خلال موسم الشتاء ينخفض فيه إقبال الزبائن على صالونات الحلاقة بشكل كبير، معتبراً أن مستوى عمل الصالونات هذه الأيام دون الوسط من ناحية الاقبال.

وفيما يتعلق بتسعيرة الحلاقة والتزيين، أوضح قطان أنه ما يزال يتم السير على التسعيرة القديمة والتي تم تحديدها منذ حوالي ٣ أشهر، كاشفاً أنه ولحين اتضاح الرؤية بسير الحياة الاقتصادية والمعيشية للمواطنين ستتقدم الجمعية بطلب لإعادة النظر بالتسعيرة بما يتناسب مع التكاليف وبأن تكون مناسبة للعاملين بالصالونات والمواطنين على حد سواء.

خطط

ولم يخف قطان أنه وضمن خطة عمل الجمعية سيتم مستقبلاً مناقشة عدة أمور هامة لتحسين وضع العاملين بصالونات الحلاقة، وفي مقدمتها التقدم بطلب لاعادة النظر  بالضرائب الكبيرة التي فرضها النظام البائد على الصالونات، فهناك صالونات تدفع ضرائب سنوية تصل الى ١٦٠ مليون ليرة، متسائلاً أيعقل أن تتساوى الضريبة المفروضة على صالون الحلاقة مع الضريبة التي يدفعها معمل؟

وأضاف قطان: كما سيتم العمل مستقبلاً على تنظيم مهنة الحلاقة الرجالي والنسائي، وكذلك دراسة إمكانية توحيد جمعية الحلاقين بدمشق وريفها لتصبح جمعية واحدة.

وبحسب قطان فإن عدد المنتسبين لجمعية الحلاقة بدمشق يصل إلى حوالي ٥ آلاف صالون حلاقة.