مشيداً بإلغاء “السورية للتجارة” .. رئيس جمعية حماية المستهلك: فتح “أسواق هال” في المدن
الحرية- حسام قره باش:
في واقع الأمر، وبمجرد سقوط النظام البائد الذي كان يتحَّكم في كل شيء ومع تحرير الأسعار التي كان يرفضها رفضاً كاملاً، نشطت الأسواق ورخصت الأسعار وتوفرت كافة السلع بشكل ملحوظ من المواد الغذائية والبنزين والمازوت والغاز.
وعليه اعتبر رئيس جمعية حماية المستهلك عبد العزيز المعقالي في تصريحه لـ”الحرية” أن إلغاء المؤسسة السورية للتجارة خطوة إيجابية كونها فاشلة في المنافسة وتدخلها الإيجابي وكذلك الأمر بإلغاء هيئة منع الاحتكار التي لم تقم بأي دور يذكر، موضحاً أن هذين القرارين سيعملان على توفر السلع والمنافسة القوية وبالتالي سيؤدي ذلك لرخص الأسعار أكثر. وقال: نريد التركيز على التنافس لأنه يوفر السلع بأسعار جيدة بدون احتكار على عكس السابق، حيث كان كل تاجر يحتكر استيراد مادة معينة كالسكر أو الزيوت ويتحكم بالأسعار حسب مزاجيته ويجب ألا يتكرر هذا الأمر أبداً. ودعا المعقالي إلى أهمية إيجاد (أسواق هال) في المدن الرئيسية مما يقلل من كلفة المواد بتخفيض أجور النقل وبالتالي تنخفض الأسعار أكثر بدون إغفال التركيز على موضوع مطابقة المواصفات القياسية والجودة وخصوصاً الألبان والأجبان والمنظفات وغيرها وأن تكون منتجات ذات نوعية عالية. وأضاف: نريد التركيز أكثر على جودة الأدوية كونها مهمة للغاية من حيث توفر المادة الفعالة فيها خاصة مع وجود التنافس الحر في إنتاجها من دون التشهير بأي منتج محلي، لافتاً إلى لجوء بعض التجار الجشعين إلى التلاعب بالمواصفة بالتزامن مع ترخيص الأسعار بحيث يقلل تركيز المادة الفعالة في كثير من المواد كالأدوية والمنظفات والغذائيات ومتابعة عمليات غشها ومكافحتها.
ولم يبدِ المعقالي أي تخوف على إغراق الأسواق بالبضاعة التركية لأنها ساهمت حقيقة في خفض الأسعار وتوفر المواد ما أراح المواطن كثيراً، مؤكداً أن الأسواق مراقبة والبضائع المنتشرة فيه بشكل عام جيدة وأسعارها مناسبة وأوجدت المنافسة مع ملاحظة انخفاض أسعار كثير من المواد بنسبة أكثر من 50٪ كالزيوت والسمون والبقوليات والصابون والخضراوات، وهذا لم يعجب بعض التجار ضعيفي النفوس الذين اعتادوا على نسب ربح خيالية تفوق 300٪ ولذلك يحاول بعضهم الإساءة إلى نشاط الأسواق وانتعاشه.
بالسياق ذاته أشاد المعقالي بتحرير الأسعار كونه الحل لوحيد الذي يخلق المنافسة بين التجار أنفسهم وهو الوسيلة الأمثل لانخفاض الأسعار وعدم احتكارها، مشيراً إلى أن النظام السابق كان يرفض تحرير الأسعار رفضاً قاطعاً بهدف تجويع الشعب وإفقاره وإذلاله وإلهاء المواطن في تأمين متطلباته وشعوره بالسعادة الغامرة وكأنه في عيد بمجرد حصوله على ربطة خبز أو تأمين “تنكة” بنزين لسيارته، منوهاً بأن تحرير الأسعار رخّص الدولار وخفَّض الأسعار بشكل فوري وقد لمست الجمعية ذلك وشعرت برضا المواطن على توجهات الإدارة الجديدة مع العمل على تخفيض الأسعار أكثر لأن بعض المواد لم تنخفض كما يجب خاصة أن سعر الصرف انخفض.
ورأى أن أغلب مؤسسات القطاع العام فاشلة كونها خاسرة نتيجة الفساد والنهب والعمولات والسمسرة التي كانت مستشرية إبان النظام البائد وعدم الإدارة الجيدة، وعلى سبيل المثال المؤسسة العامة للدواجن التي تنتج البيض تفوق بالأسعار القطاع الخاص رغم كل ما كان يقدم لها من أدوات الإنتاج كالأعلاف والمحروقات والسيارات والنقل الشبه مجانية، ولم تستطيع المنافسة والبيع بأسعار أقل. وتمنى بختام حديثه بسط الأمن والأمان لجذب الاستثمارات إلى البلد، داعياً المواطنين للصبر والتصبر وإعطاء الإدارة الجديدة فرصة لإصلاح ما أفسده النظام السابق كي تأخذ مكانها المناسب إلى حين تشكيل حكومة جديدة، مؤكداً بالوقت ذاته على محاسبة الإثراء غير المشروع للمسؤولين الفاسدين مصاصي دماء الشعب وليس فقط حاملي السلاح كما قال.