حقول الموت.. ألغام النظام البائد تغطي مزارع ريف سراقب

الحرية – علام العبد: 

بدأت قوات إدارة العمليات العسكرية بنشر مداحل ألغام على دبابات لتفجير الألغام التي زرعها النظام البائد في الحقول الزراعية بريف سراقب في محافظة إدلب.

وكانت قوات النظام البائد دمرت المزارع والحقول في ريف إدلب وأغرقتها بالألغام قبل الخروج من المناطق التي كانت تحتلها.

وأكد مزارعون من أهالي ريف سراقب عائدون إلى أراضيهم، أن عناصر النظام البائد مارسوا حملة لعرقلة الصناعة الزراعية في ريف إدلب الشرقي والجنوبي، من خلال تدمير الحقول ونثر الألغام، وفقاً لما نقله ناشطون إعلاميون من أبناء المنطقة.

وبيّن تعميم نشرته الجهات المعنية في ريف إدلب على أهالي جميع المناطق التي تم تحريرها، أن الأراضي الزراعية مليئة بالألغام، والعسكريون أكثر خبرة بذلك، محذرة المدنيين من الاقتراب من حقول الألغام، وخاصة في مواقع فخخها النظام البائد.

وتقدر مصادر فلاحية أن الألغام موجودة في حوالي 30 بالمئة من الحقول الزراعية في المناطق المحيطة بريف سراقب التي احتلها النظام البائد سابقاً، جاعلاً منها معسكراً لقواته المندحرة.

ويؤكد مزارعون في الشمال السوري أنهم عادوا إلى الحقول المليئة بالألغام والذخائر غير المنفجرة والحفر الكبيرة. وأن عدداً من العمال قتلوا وآخرون أصيبوا بإعاقة جسدية وتوقف العمل في بعض المناطق الزراعية.

وذكر المهندس الزراعي محمود الدالاتي أن المزارعين الذي يفترض أن يزرعوا القمح والشعير وعباد الشمس والذرة على مساحة واسعة شمال سراقب وشرقها وجنوبها، لم يتمكنوا من ذلك بسبب الألغام غير المتفجرة.

وأضاف: يبدو أن هذا العام أو حتى العام المقبل لن نكون قادرين على فعل أي شيء في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، في إشارة إلى الألغام التي تملأ الأراضي الزراعية.

وأبلغ الدالاتي عن حالات وفاة لمزارعين متعلقة بالألغام، مضيفاً: إن عاملاً في الطلحية بريف إدلب الشرقي لقي مصرعه مؤخراً في أرضه الزراعية عندما دهس جراره عن طريق الخطأ لغماً أرضياً.

وعندما انسحبت قوات النظام البائد من المناطق المحيطة في سراقب جنوب شرق إدلب، تركت المباني المحطمة والأراضي الزراعية مليئة بالألغام وبقايا الحرب.

وتمثل الأضرار التي لحقت بالزراعة في ريف إدلب الجنوبي والشرقي والتعديات التي قام بها النظام البائد خلال سيطرته على المنطقة والأراضي الزراعية في شرق وجنوب إدلب، ضربة للزراعة التي توفر 10 بالمئة من صادرات القمح والشعير المحلية و14 بالمئة من صادرات الزيت والزيتون .

وذكر مزارعون بعد جولة في الأراضي الزراعية لمدينة سراقب، أنه من الواضح أن استهداف الزراعة كان متعمداً، لأن النظام البائد زرع ألغاماً في حقول ليس لها قيمة عسكرية واستمر في فعل ذلك حتى مع انسحابه.

مبينين أن الأمر كان يتعلق بعرقلة إمكانية جعل الزراعة منتجة مرة أخرى في ريف إدلب الجنوبي والشرقي.

وأضافوا: إن المنطقة الشرقية والجنوبية في ريف إدلب قام النظام البائد المنسحب بزرع الألغام وتدمير المعدات والمباني الزراعية فيهما، وهما من بين أكثر المناطق إنتاجية من الناحية الزراعية في إدلب.

ويطلب المزارعون من وزارة الزراعة  المساعدة في إزالة الألغام من حقولهم ليتمكنوا من زراعتها.

وذكر المزارع عمار الرحمون، أن قوات إدارة العمليات حذرته من الزراعة في الوقت الحالي ريثما يتم تنظيف أرضه بسبب المخاطر التي تشكلها الألغام.

ولفت إلى أن التأخير في العودة إلى العمل سيقلل على الأرجح من المحصول هذا العام وربما العام المقبل، مضيفاً: إن حوالي 30 إلى 40 بالمئة فقط من حقوله تتم زراعتها الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار