صيادو اللاذقية يبحرون بحرية من دون مراكب جرف «مدعومة» وأتاوات وتشبيح
الحرّية – صفاء إسماعيل:
تنفّس صيادو اللاذقية الصعداء بعد تحرر سورية، فلا محسوبيات ولا أتاوات ولا مراكب جرف بعد اليوم تحصد الثروة السمكية على أعين الصيادين المتحسرين، الذين “رفعوا العشرة” لفشل محاولاتهم في وقف تغوّل هذه المراكب المدعومة من عائلة الأسد ومن بعض المتنفذين في بعض الأفرع الأمنية.
جوّ من الارتياح يسود المشهد العام في ميناء جبلة، تقابله عودة الزخم إلى الإبحار طلباً للرزق، إذ أكد صيادون لصحيفة “الحرّية” أنه حتى البحر تنفّس بعد رحيل النظام السابق الصعداء، وأن معظم الصيادين باتوا يعملون اليوم وسط ظروف ميسرة، بدءاً من توفر المازوت وانتهاء بفتحات الشباك المناسبة للعمل وعدم وجود مراكب جرف أو صيد بالمواد المتفجرة التي كانت تشكل تهديداً حقيقياً للثروة البحرية.
وأضاف الصيادون: اليوم نعمل بحرية، إذ لم يعد هناك محسوبيات وأتاوات وتشبيح من قبل عناصر أمنية تشاركنا في لقمة عيشنا، حيث كانوا يمنعوننا من الدخول إلى الميناء إذا لم يشاركوننا غلّتنا، وكانوا يأخذون أنواع السمك غالية الثمن، كما كانوا يفتشون مراكبنا ومستودعاتنا باستمرار، وفي حال وجدوا بيدونات مازوت، كانوا يصادرونها، حتى لو وجدوا كمية “احتياط” بسعة 10 ليترات.
من جهته، أكد رئيس جمعية صيادي جبلة سميح كوبش أن الوضع اختلف كلياً عن السابق، من جهة توفر المازوت بسعر 13000 ليرة لليتر، والعودة للعمل بنظام دفع 5% عمولة لصاحب المزاد العلني بدلاً من 10 % التي كنا مجبرين على دفعها في عهد النظام البائد.
وأشار كوبش إلى أنه تم عقد اجتماع بين جمعيات الصيادين في الساحل مع مسؤولين في الحكومة الجديدة، وتم منع مراكب الجرف، ومنع الصيد بالقنابل والديناميت، ومنع الصيد بالأقفاص، ومنع كلّ من جاروفة البر، الفرنيزة، الكمبريسا، الأوكسجين الاصطناعي، ومنع صيد البارودة ليلاً، ومنع الصيد بفتحة شباك أقل من 16 مم لمدة شهرين وإتلافها.
وأكد كوبش أن تحسّن ظروف العمل وتوفر الوقود انعكس إيجاباً على أسعار السمك في السوق والتي انخفضت إلى النصف تقريباً، ناهيك عن توفر السمك التركي المثلّج الذي ساهم أيضاً في دعم السوق وخفض الأسعار.
وفي جولة لـ”الحرية” في سوق السمك بمدينة جبلة، كان اللافت انتعاش حركة البيع والشراء مدفوعة بانخفاض الأسعار مقابل الإقبال الجيد من قبل الأهالي، بالإضافة إلى توفر السمك التركي المثلّج.
وتراوحت أسعار مختلف الأنواع الموجودة في السوق بين 50-70 ألف ليرة، لأنواع كالطيّاري، الشكمبري، البراق، الأجاج، الغبص وغيرها.