“رؤى لتطوير منظومة العمل التربوي” في ورشة عمل..
تشرين- دينا عبد:
تحت رعاية الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الإشتراكي د. ابراهيم الحديد، أقام مكتب التربية والطلائع المركزي، بالتعاون مع وزارة التربية وجامعة دمشق، ورشة عمل بعنوان( رؤى لتطوير منظومة العمل التربوي) في الجمهورية العربية السورية في قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق.
وخلال كلمته في افتتاح الورشة، بيّن الأمين العام المساعد أن وزارة التربية سميت بهذا الاسم لأن العلم من دون تربية وطنية – أخلاقية- إنسانية – قد يؤدي إلى دمار الوطن، مبيناً أن دور المعلم لا يقتصر على التدريس، بل يجب أن يكون مربياً أولاً، ما يجعل المؤسسة التعليمية الشريك الرئيس للأسرة في عملية التنشئة، أي أن هناك تفاوتاً بين دور المعلم ودور الأهل، لذلك فإن نجاحه على المستوى الاجتماعي أو الوطني أو المهني أول ما يُرد إلى التربية، أي المنزل والمدرسة ،الأهل والمعلمون، فإذا انحدرت التربية ينحدر معها الوطن انطلاقاً من قول السيد الرئيس بشار الأسد (إذا كان قطاع العلم بخير فالوطن سيكون بخير).
د. الحديد: الاهتمام بالتعليم المهني وربطه بسوق العمل
وبين د. الحديد أن أمن واستقرار الوطن يعتمد بالدرجة الأولى على الوعي، كونه العنصر الرئيس في الاستقرار الوطني.
وأضاف: إن الفرق بين التعليم وبناء الوعي الوطني وحماية المجتمع من التأثيرات الخارجية كانت أسهل في الماضي، إذ لم يكن هناك فضائيات ولا إنترنت، وكان تواصل المجتمعات ببعضها بعضاً محدوداً ، ومع الفضائيات بدأ التأثير الخارجي ومن ثم جاءت الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت) وكلنا نعيش اليوم ونرى ماذا تفعل بنا وسائل التواصل الاجتماعي، بمعنى أن إعادة تأسيس الوعي اليوم أصعب وأكثر تعقيداً.
وأوضح د. الحديد ، أن للتربية دوراً مهماً في تشكيل هذه الشخصية الوطنية والهوية الوطنية والقومية الجامعة لمختلف أطياف المجتمع السوري، فالعملية التعليمية مجموعة منظمة ومنسقة من الأنشطة التعليمية، وذلك وفقاً للشروط والأهداف التي يحددها القائمون على التعليم.
وبحسب ما ذكر د. الحديد، فإن المبادئ الأساسية للعملية التعليمية تنقسم إلى شقين، الأول: تعلم العلوم الأساسية في الحياة ، والثاني: اكتساب المتعلم العديد من المهارات التي تستهدف شخصيته. وتحتاج العملية التعليمية الناجحة إلى العديد من العناصر الهامة مثل : الإدارة التربوية وهي المعلم والمنهاج وطرق التدريس وأساليبها والبنى التحتية وأدوات التدريس ووسائل الإيضاح واستراتيجيات التعليم.
وبين أن الورشة هامة وضرورية للإجابة عن عدة أسئلة، في مقدمتها: كيف يمكن تأمين احتياجات العملية التعليمية بما يليق بأجيالها؟ وكيف يمكن توزيع الأدوار بين العناصر السابقة بتحقيق المبادئ الأساسية للتعليم؟ وما هو المخرج الذي نريده من نظامنا التربوي؟ وماهي مواصفات الخريج الذي نريد؟
وشرح د. الحديد الشروط اللازمة لضمان تعليم عالي الجودة لجميع الطلاب، ومنها الإدارة التربوية وقيادة الطلاب وتوجيههم أو ضبطهم لتحقيق هدف مشترك بما يتلاءم مع أوضاعهم ومع الاتجاهات التربوية السابقة. وكذلك يجب أن تمتاز الإدارة التربوية بمجموعة من الخصائص، منها أن تتماشى وتتناسب مع سيادة البلاد ومع الفلسفة الاجتماعية والتربوية، وأن تتسم بالسهولة وتتكيف مع الظروف المتغيرة، وأن تطلع على التجارب التربوية العالمية للاستفادة منها بما يتناسب مع مجتمعنا.
ونوه بأن المعلم يجب أن يكون مؤهلاً تأهيلاً عالياً ولديه خبره في التدريس، فضلاً عن تفانيه وامتلاكه مهارات تواصل فعالة قادرة على تحفيز الطلاب وتطورهم، واعتماد مناهج تعليمية محدثة تواكب التطورات في مختلف المجالات بما يلبي احتياجات الطلاب والاهتمام باللغة العربية و بالتعليم الفني والمهني وربطه بسوق العمل واستمرار العمل على تطوير نظام الامتحانات.
وأشار إلى أن التعليم التفاعلي أحد أساليب التدريس الأكثر فعالية، حيث يشجع المعلم الطلاب على المشاركة الفعالة في عملية التعليم كما يمكن استخدام طرق لطرح الأسئلة والعمل الجماعي لتحفيز المشاركة ، حيث يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دوراً هاماً في تعزيز عملية التعليم عن طريق استخدامها للبحث عن المعلومة.
وأشار كذلك إلى دور الأسرة في إشراك الأهل في العملية التعليمية، لما في ذلك من انعكاسات إيجابية على التحصيل التعليمي وتخفيف حالات التسرب المدرسي والحد من المشكلات السلوكية والأخلاقية .كما أن هذه الشراكة باتت عاملاً ضرورياً لبناء المنظومة التربوية وتطوير علاقات الأهل مع المدرسة.
د. عربي كاتبي: إصلاح الإنسان يبدأ من التربية
بدوره، عضو القيادة المركزية د. عزت عربي كاتبي بيّن في تصريح لـ”تشرين” أنه تنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بوضع خطط واستراتيجيات لجميع برامجنا المستقبلية وفق كل اختصاص وكمختصين في المجال التربوي، نحن ووزارة التربية تدارسنا هذا الموضوع ورأينا أنه من المناسب أن نقيم ورشة عمل علمية تربوية لدراسة أهم المحاور الرئيسية حسب الأولويات.
مبيناً أن هناك محاور قادمة حول تطوير المناهج-نظام الامتحانات- مسارات التعليم- التعليم الخاص- التعليم المهني- هذه المسارات كلها هامة، لذلك ارتأينا أن يجتمع المختصون في كل مجال من هذه المجالات لتقديم رؤاهم للمستقبل، ولنعمل يداً بيد لتجاوز العقبات، فنحن بحاجة لعمل جبار، وإصلاح الإنسان هو من أصعب أنواع الإصلاح، لأنه يبدأ من التربية.
د. المارديني:المعلم هو الأساس الذي يجب أن نعمل عليه
وزير التربية د. محمد عامر المارديني بيّن في تصريح لـ”تشرين” أن الورشة تخوض في كل قطاعات التربية، وكل قطاع له إشكاليته وإيجابياته وسلبياته، مبيناً أن المعلم هو الأساس الذي يجب أن نعمل عليه والذي يحب أن يُعطى القيمة المضافة للعملية التربوية، هذا محور عملنا بشكل أساسي.
وأضاف : الإرهاب يحاول محاصرتنا حتى في واقعنا التربوي، لكن تاريخنا العريق يجعلنا نتفاءل بأننا سنعمل أكثر، فالقضايا التربوية أهم عمل نفتخر به.