أوراق عمل احترافية في اليوم الأخير من الورشة الوطنية للتخطيط الاستراتيجي لمواجهة السرطان

تشرين – دينا عبد – مايا حرفوش

تابعت الورشة الوطنية للتخطيط الاستراتيجي لمواجهة السرطان أعمالها لليوم الثالث على التوالي، حيث بدأت محاضراتها بمحور تحسين آليات الإحالة بين مرافق الرعاية بمستوياتها الثلاثة. للدكتور سليمان سليمان أخصائي أمراض الدم ورئيس وحدة زرع النقي في مشفى تشرين العسكري، أوضح خلال حديثه لـ”تشرين” أن الورشات مجتمعة تخطط استراتيجياً لمواجهة السرطان في سورية وفق محاور موضوعة مسبقاً ومستندة إلى تقارير منظمة الصحة العالمية والاستراتيجية الوطنية التي وضعتها اللجنة الوطنية لمكافحة السرطان.
وأشار سليمان إلى أن كل محور سيتناول جزءاً من الخدمات الصحية المقدمة لمريض السرطان، وبعدها ستخرج جميعها مجتمعة لوضع خطة استراتيجية لمواجهة السرطان في سورية.

استراتيجية لخمس سنوات
بدورها الدكتورة فاطمة الجوجو رئيس قسم الإحصاء بمشفى البيروني الجامعي بيّنت خلال حديثها لـ” تشرين” أنهم في هذه الورشة يحاولون وضع استراتيجية من عام ٢٠٢٥ حتى ٢٠٣٠ تتضمن هذه الاستراتيجية المراحل الأولى لتأمين الأدوية، ثم المشاكل التي تواجه المريض بعدها العلاج التلطيفي وأهمية البحث العلمي وتحليل البيانات.
أما المدير الطبي لمشفى البيروني الجامعي الدكتورة مها مناشي، فقالت: محورنا كان يتحدث عن المعايير ذات الصلة التي تتعلق بجودة الأداء بكل المحاور بمعنى التشخيص, الكشف المبكر , المعالجة, المعالجة الدوائية ,المعالجة الشعاعية,جراحة الأورام, أورام الأطفال إضافه للطب المسند بالدليل وكيف نعزز شراكات الفريق المتعدد الاختصاص، مشيرة إلى أنه بكل توضع ورمي عندما يأتي المريض إلى المشفى للتشخيص يكون لدينا معايير عمل، وهذه تسمى الجودة لذلك كانت خطوطنا نحو وضع نظام جودة ومرشدات علمية في كل فصل من مفاصل مواجهة السرطان بحيث يكون تطبيقها عادلاً وعلمياً على مستوى الجغرافية السورية.
وعن أكثر السرطانات شيوعاً بينت الدكتورة مناشي: في سورية اليوم كما في النظام العالمي يحتل الثدي المرتبة الأولى بعدها الكولون والمستقيم ,الرئة, البروستات والأورام الدموية.
أما بالنسبة للأطفال فالأورام العصبية واللمفومات واللوكيميا تعتبر الأشيع وتتعلق بالعمر.

خطة وطنية واضحة
أستاذ كلية الصيدلة في جامعة دمشق د.مجد الجمالي بيّن أن هدف الورشة هو رسم الاستراتيجيات والخطط التي تفيد مرضى السرطان في سورية عبر الكثير كتهيئة البنية التحتية والتجهيزات والكوادر.. وأشار الجمالي إلى أن هناك خطة وطنية واضحة لها ركائز ممتازة ضمنها تحفيز البحث العلمي الذي سيجيب على أسئلة بحثية ستطرحها اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان لاحقاً؛ لأننا نريد بحثاً علمياً يعطينا مؤشرات معينة  نعتمد عليها في صنع القرار.
مديرة برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة د. عبير عبيد بينت أن الورشة مهمة جداً وجاءت بوقتها خاصة في هذه الفترة نظراً لانتشار كبير للتدخين خاصة بين فئة اليافعين والشباب، مبينة: مع الزمن وتراكم هذه المواد الضارة في أجسامهم يصبح لدينا زيادة نسبة السرطانات في المستقبل.
وتابعت أكثر السرطانات الموجودة في الحفرة الفموية سببها التدخين سواءً للسيجارة العادية أو الالكترونية.

مستوى عالٍ
د. فراس حسين أستاذ في أمراض الدم و الأورام في مشفى تشرين الجامعي في اللاذقية قال: هذه الورشة تقام على مستوى عالٍ جداً ضمن وضع استراتيجية وطنية للتحكم بالسرطان ورسم الخطوط المقبلة ومكافحة السرطان على مستوى عالٍ يوازي البلدان الأخرى.
الورشة تعمل على محاور هامة منها التشخيص والعلاج، الكشف المبكر عن السرطان، تأمين جميع الأدوية للمرضى بحيث يكون العلاج ضمن البروتوكولات العالمية.

عوائق وصعوبات
من جانبه، أكد الدكتور إيهاب النقري أخصائي جراحة أورام في مشفى البيروني الجامعي أن موضوع الورشة هام جداً، لكونه يتحدث عن العلاج وتشخيص الأورام بما فيه العلاج الجراحي والشعاعي والدوائي، وطبعاً يوجد مرشدات وتوصيات بهذا الموضوع، وهو موضوع  مهم جداً.
وحول العوائق والصعوبات، أوضح العنقري أن هناك العديد من الصعوبات، منها فيما يتعلق بالكشف المبكر عن أي سرطان، علماً أنه توجد مراكز متوفرة وطريقة العلاج والعلاج الموحد ممكن بكل أراضي الجمهورية العربية السورية ضمن المراكز الحكومية أولاً، وبعدها في المراكز الخاصة.

الإعلام شريك أساسي
مدير الإعلام التنموي في وزارة الإعلام عمار غزالي نوه بأن الورشة هي ورشة عمل لوضع استراتيجية لخطة قادمة عن برنامج التحكم بالسرطان، وطبعاً الإعلام له دور هام بنشر الوعي، وهو شريك أساسي للجهات الحكومية، فأي عمل لها لا يرى النور إلا من خلال عرضه من قبل وسائل الإعلام ، فلذلك كان من المطلوب وضع خطة إعلامية مميزة، يكون فيها نشر الوعي للجمهور بقضايا السرطان وكيفية الكشف المبكر عنه، وسيتم لحظها في وزارة الإعلام من خلال الخطط، و أيضاً يوجد جانب هام، وهو تدريب الصحفيين وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة، إذ من المفترض أن يكون الصحفي مزوداً بالمعلومات الصحيحة  ليتمكن من تقديم المادة اللازمة للجمهور.
وأضاف: نأمل أن نتمكن من وضع خطة تلبي طموح الجمهور وتلبي طموح المسؤولين عن هذا البرنامج المهم، وبكل تأكيد الفائدة ستعود على الجمهور، لافتاً إلى أنه من الممكن توظيف الدراما بقضايا مجابهة السرطان، إذ إن لها دوراً مؤثراً و كبيراً، ومن الممكن عبرها توظيف بعض الرسائل والمعلومات وتمريرها عبرها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار