حرب الخراتيت
تشرين- ادريس هاني :
إن حرب الاحتلال على النّوع فاق حدود الاحتلال الكلاسيكي، إنّه لا يفكّر فيما بعد استحالة بقائه فوق بركة من دماء الأهالي، وهو ما يفقد مستقبل السلام معناه، فقد أصبحت حربه كحرب الخراتيت، مع فارق وحيد، أنّ الخراتيت تقاتل على الأرض، وليست لها أجنحة.
إنّ حروب الخراتيت مُقرفة.. وقد وُضعت قرونها فوق أنوفها.. أي ليست حروباً إستراتيجية بعيدة المدى.. وإن أثارت النقع وبدت مُدمرة.
للدعاية رصيد ينتهي مع فرط الاستهلاك، المقاومة تحصي إنجازاتها التي لا يعرضها إعلام العدوّ، ما يعني أن الاحتلال كان يستعجل نصراً من خلال الدعاية والحرب النفسية، وحين تتحدث المقاومة عن النصر، وجب أخذ الأمور في شروطها النسبية، انتصار المقاومة يعني إفشال تقدّم الاحتلال.
عند تأمّل أشكال الحرب النفسية والدعاية الفاشستية، فهي ترعى على المبالغة والكذب وخلط الأوراق وقلب الحقائق، التشنيع والتدليس أسلوب الضعفاء مهما تمادوا في القوة، أن تكون صادقاً في ذروة المعركة، فهي معارك الفرسان، أن تكون دجّالاً في التشنيع فتلك معارك الخراتيت، كان ولا يزال الميدان هو مؤشّر النّصر، فصبّ التشنيع والتضليل من السماء أو زرعه كالمتسلق النباتي في الجدران، لا يضمن النصر، بقدر ما يسهم في هدر المعنى وحرب الاستنزاف ضدّ الحقيقة.
إن كنت على حقّ فما الحاجة للتشنيع؟ إن كنت قويّاً فما الحاجة للدّجل؟ إن كنت عادلاً فما الحاجة إلى إبادة الحقيقة والنّوع؟
كاتب من المغرب العربي