«البيسون» الأمل في إنقاذ الأرض من وحش التغير المناخي

تشرين:
توصلت دراسة علمية إلى اكتشاف مثير قد يسهم، حال تنفيذه، في إنقاذ البشرية من آثار ‏التغير المناخي، وقالت: إن حيوانات البيسون الكبيرة النادرة قد تكون أداة قوية في إعادة تشكيل ‏النظم البيئية.‏
وحسب نموذج جديد طوره مجموعة من العلماء في كلية ييل للبيئة في ولاية كونيتيكت ‏بالولايات المتحدة الأميركية، فإن قطيعاً يضم 170 فقط من حيوان البيسون يمكنه تخزين ‏كمية من ثاني أكسيد الكربون تعادل إخراج نحو مليوني سيارة لمدة عام ما يسهم بشكل كبير ‏في التخفيف من آثار أزمة المناخ، وفقاً لتقريرأوردته «ذي الغارديان» البريطانية.‏
ووجد العلماء أن قطيع البيسون الأوروبي، الذي يرعى في منطقة تبلغ مساحتها نحو 50 ‏كيلومتراً مربعاً من الأراضي العشبية داخل جبال ساركو الأوسع، يحتمل أن يجذب مليوني ‏طن إضافية من الكربون سنوياً، وهذا يتوافق مع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية التي ‏تنتجها 1.88 مليون سيارة بنزين في المتوسط في الولايات المتحدة.‏
من جانبه، قال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور أوزوالد شميتز من كلية ييل للبيئة: يؤثر ‏البيسون في النظم البيئية للغابات والأراضي العشبية، من خلال قدرته على تخزين كميات ‏مهولة من ثاني أكسيد الكربون في جسده، وذلك عن طريق رعي حيوان البيسون في الأراضي ‏العشبية بالتساوي، وإعادة تدوير العناصر الغذائية لتخصيب التربة وكل أشكال الحياة فيها، ‏ونثر البذور لإثراء النظام البيئي، وضغط التربة لمنع إطلاق الكربون المخزن.‏
وأضاف شميتز: تطورت هذه المخلوقات على مدى ملايين السنين مع النظم البيئية للأراضي ‏العشبية والغابات، وأدت إزالتها، خاصة عندما يتم حرث الأراضي العشبية، إلى إطلاق كميات ‏هائلة من الكربون، مؤكداً أن استعادة هذه النظم البيئية يمكن أن تعيد التوازن، وثيران البيسون ‏المعادة إلى الحياة البرية هي بعض عوامل المناخ التي يمكنها المساعدة في تحقيق ذلك.‏
يشار إلى أن البيسون أو البيزون ‏Bison‏ حيوان من الفصيلة البقرية ‏family Bovidae‏ يتميز ‏بحجمه الكبير، ولا سيما الجزء الأمامي منه. وعاش منذ العصور الجليدية في أوروبا وأميركا ‏وكندا بأعداد بلغت الملايين، وأدت قطعانه دوراً مهماً في حياة الشعوب الهندية قبل مجيء ‏المهاجرين البيض إلى أميركا، الذين قاموا بصيدها بلا هوادة حتى كادت تنقرض في القرن ‏التاسع عشر، وتعيش اليوم أعداد قليلة منها في المحميات والمتنزهات الوطنية في الولايات ‏المتحدة وكندا وأوروبا.‏
واختفى البيسون الأوروبي قبل أكثر من 200 عام، لكن منظمة إعادة الحياة البرية في أوروبا ‏والصندوق العالمي للطبيعة في رومانيا أعادا إدخال هذا النوع إلى جبال الكاربات الجنوبية في ‏عام 2014، ومنذ ذلك الحين تم منح أكثر من 100 بيسون موطناً جديداً في جبال ساركو، ‏وتزايد عددها إلى أكثر من 170.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار