اليوم الذي هاجم فيه أتباعه من الغوغاء مبنى الكونغرس، يصفه بـ«يوم الحب»، مع أن معظم الأميركيين يعتبرونه أسوأ يوم في تاريخ أميركا، رغم هذا فهو يصفه بيوم الحب، هذا اليوم الذي اعتبر لدى الدوائر الرسمية الأميركية من أعمال «الإرهاب المحلي»، نعم هكذا سماه البيت الأبيض «إرهاب محلي»، أي إرهاب أميركي داخلي، ونكاية بهذه الجهات الرسمية يسميه ترامب يوم الحب، وبرأيه هو يوم حب، لأن الشعب هجم على الكونغرس ليؤدب الذين يسرقون الحكم ويسكتون على سرقة الانتخابات منه.. إنها أميركا الإرهاب المحلي المعمم على العالم.
لا تستغربوا أن يهاجم ترامب المؤسسات الدستورية الأميركية، وأن يشتم النخبة الحاكمة في واشنطن، ألم يقل في خطاب تنصيبه العام 2016 وهو يهتف بالناس: «لقد استعدنا الحكم، استعاد الشعب الحكم»، قالها كأنه قد أنجز انقلاباً على النظام، والآن هو يعد في حال فوزه بمحاسبة كل هذه المؤسسات، ومعاقبة كل من سكت على سرقة الانتخابات منه، كما يعد بإلغاء وزارة التعليم، وتهذيب الصحافة التي يعدّها خائنة، وتطهير الجيش، ألم يسخر من الجنود الذين قضوا في الحرب «ماذا استفادوا من تضحياتهم؟»، بربكم ألا ينذر هذا الفكر اليميني بسقوط الديمقراطية، وتهافت القيم التي صدعوا بها رؤوسنا؟
في عام 2016 عندما فاز ترامب بالانتخابات دعا قسم التاريخ في جامعة هارفرد أساتذته وطلاب الدراسات العليا إلى ورشة عمل، لبحث مدى تأثير انتخاب سمسار عقارات مثل ترامب في الديمقراطية الأميركية، كما أن هناك من دعا الكونغرس والمعاهد الدستورية إلى دراسة قانون الانتخابات واكتشاف الثغرات التي يستطيع أن ينفذ منها أمثال ترامب إلى البيت الأبيض، ولكن حركة الأمور أقوى من هذه الدراسات، وها هو ترامب يعود ويرشح نفسه، وليدق على باب فضيحة النظام الرأسمالي، وليدفع المؤسسات الأميركية بعيداً عن الدستور وبما يسمم الديمقراطية، وربما ليضع أميركا في خطر الحرب الأهلية أو السقوط في الدكتاتورية العارية.. فعلاً هو يوم حب أميركي؟!
د. فؤاد شربجي
130 المشاركات