مكاشفة تربوية

ازدحم البهو على اتساعه إلى حدّ لم يعد يجد كثيرون كرسياً يجلسون عليه إلى أن تمت الاستعانة بمقاعد صفوف المدرسة.

هذا الحشد لم يأتِ للتسلية والترفيه كما لو أنه يحضر مسرحية أو فيلماً أو حفلاً غنائياً، بل للمشاركة في اجتماع مجلس أولياء أمور دعت إليه إحدى مدارس الحلقة الثانية من مرحلة التعليم الأساسي.

مكاشفة مهمة دارت بين الأهل وكادر المدرسة حول واقع العملية التربوية وضرورة التعاون والتنسيق للارتقاء بالتحصيل الدراسي للأبناء في مختلف صفوف هذه المرحلة، وخاصةً أنه ستحتسب عن السابع هذا العام علامات مع نتيجة شهادة التعليم الأساسي (التاسع) وفي العام القادم عن الثامن أيضاً، فيما امتحانات هذه الشهادة ستنفذ في المدارس نفسها.

وأخذت الدروس الخصوصية حيزاً لا بأس به من التداول، لأنها تشكل عبئاً ثقيلاً على الأهل في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعيشونها، على أمل إغناء المدرسين للحصص الدرسية وتجنيب التلميذات قدر المستطاع مغبة اللجوء للجلسات الخاصة، ولم تخفِ إحدى الأمهات إحراج بعض المدرسات للتلميذات، وبنتها من ضمنهن، لأخذ الجلسات عندهن، وإن لم يكن بشكل دوري، فقبل أي عملية سبر.

والظاهرة التي لم تغب عن المكاشفة، دارت حول مشكلة دخول مراهقين إلى حرم المدرسة قفزاً عن السور والتصرف بسلوكيات غير لائقة تجاه الفتيات، وما كان من الجميع إلّا الإصرار على ضرورة التعاضد لمكافحة هذه الظاهرة، وحتى الاستعانة بالوحدات الشرطية لاجتثاثها إذا اضطر الأمر، وبهذا الشأن عبّرت مديرة المدرسة عن أملها فيما لو أن الآباء هم من كانوا أغلبية الحضور وليس الأمهات اللواتي شكّلن أكثر من ثلثيه، لأنهن-حسب رأيها- بطبعهن العاطفي يغطين (يطمطرن) على تصرفات بناتهن غير المنضبطة أحياناً من باب كف الشر والشوشرة.

وأخذت الحاجة إلى تحفيز مبادرات المجتمع المحلي التطوعية حقها الوافي، إن لجهة اقتراح القيام بأيام نظافة تطوعية، يساعد الأهالي خلالها بتنظيف صفوف المدرسة وباحاتها، أو جهة تقديم الدعم بالقرطاسية وغيرها.

إن التشاركية تجلت بأبهى صورها في اجتماع أولياء الأمور هذا، الذي كان انعقاده وبهذا الزخم شبه غائب ولسنوات عديدة، ما يستوجب تكراره وتعزيزه على مدار العام الدراسي، لما له من دور في المكاشفة بين الأهل وكادر المدارس حول مختلف القضايا التي تُعنى بالعملية التربوية وترتقي بالتحصيل الدراسي للأبناء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار