طلاب جامعيون يسابقون “استحقاقات راهنة” بمهارات عالية.. تطوير أدوات طاقة بديلة مواكبة للتنمية
حلب ـ مصطفى رستم:
أثبت طلاب جامعة حلب قدرتهم على المساهمة الفاعلة في تطوير المجتمع، وذلك من خلال مشاريعهم الأكاديمية والتطبيقية المبتكرة.
“تشرين” رصدت مجموعة من أبرز المشاريع العلمية، والتي شملت أبحاث تخرج لطلاب الدراسة الجامعية الأولى والدراسات العليا، بالإضافة إلى مشاريع طموحة في مجال الطاقة المتجددة نفذها أكاديميون. تُظهر هذه المشاريع مدى اهتمام الطلاب والأساتذة بمعالجة التحديات التي تواجه البلاد، وتسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة.
يشرح المهندس عبادة العودة دراسة تجريبية لتحسين أداء الألواح الكهروضوئية باستخدام التبريد الطبيعي والمراوح، وهو مشروع تخرج يتألف من مرآة تنعكس على اللوح لجذب أكبر شدة من الأشعة الشمسية والفرق بدرجات الحرارة لتبريد اللوح مهما بلغت شدتها.
ويأتي هذا المشروع بالتشاركية مع المهندس عبادة الصالح، الذي بيّن أن الفكرة المتميزة من المشروع ما تحققه من جدوى اقتصادية عبر توفير التبريد المجاني من دون استخدام مراوح أو الماء، ويحقق الغاية منه 100 % ، ولعل هذه الدراسة تعود بالفائدة بنسبة كبيرة على الحقول الشمسية الواسعة من خلال تقليل عدد ألواح الطاقة الشمسية، والفائدة أيضاً بتوفير استهلاك المياه بغية التبريد.
المهندس أنس نصار طالب دراسات عليا في كلية الهندسة الميكانيكية، تحدث عن مشروعه الذي يعتمد على ضخ المياه الزراعية باستخدام طاقة الرياح، وأشار إلى أن فائدة المشروع تكمن في تحصيل مياه الري من الآبار عبر طاقة الرياح بالمناطق الريفية النائية، وخاصة أنّ توليد الكهرباء بالطاقة الريحية لم يستخدم كثيراً، وهي طاقة متجددة في فصلي الشتاء والصيف.
وتحدثت المهندسة رويال حسن خريجة الهندسة الميكانيكية في قسم الطاقة عن مشروع ألواح شمسية مزود بنظام تتبع شمسي ثنائي المحور، هدفه زيادة طاقة الألواح، ومكون من أجزاء ميكانيكية وإلكترونية، منها حساسات ضوئية والتحكم لإدارة وتحريك الألواح بالشكل الأفقي والشاقولي وتثبيت العاكس لزيادة مردود الألواح.
وأوضحت أنه على الرغم من وجود سلبية للعاكس من زيادة حرارة الألواح، تمت إضافة نظام تبريد بالماء، والذي هو مضخة وأنابيب تبريد بالماء ومضخة موصولة بخزان.
هذه المشاريع ساهمت الجامعة وكلية الهندسة الميكانيكية برعايتها ودعمها عبر توفير كل المستلزمات البحثية المناسبة، وأوضح الدكتور محمد حماد عميد كلية الهندسة الميكانيكية في تصريح لـ”تشرين”على هامش مؤتمر الطاقات المتجددة، الذي أقيم مؤخراً بمشاركة باحثين من روسيا وإيران وباحثين من عدة جامعات سورية، أنه إضافة إلى كون المشاريع الطلابية متميزة وتحظى باهتمام ودعم، ولاسيما أن الاهتمام اليوم يتجه إلى اعتماد الطاقات البديلة والمتجددة للفائدة الاقتصادية، فإنها أيضاً تحافظ على تنمية مستدامة وتخفف من التلوث البيئي.