بمشاركة 29 فناناً تشكيلياً.. صالة “مرقص” تستضيف لوحات تحمل أسرار مدينة حلب
تشرين – أنطوان بصمه جي:
في قلب حي العزيزية، افتتحت صالة “مرقص” أبوابها لاستقبال جمهور عريض من عشاق الفن والجمال. ففي أجواء احتفالية مميزة، أقيم معرض فني ضخم بمناسبة أيام الفن التشكيلي السوري، ضمّ أعمالاً لـ 29 فناناً تشكيلياً من حلب، حيث تتداخل حكايات الماضي بالحاضر، والمدينة التي لطالما كانت مهداً للإبداع والتراث.
المشهد داخل الصالة أشبه بلوحة فنية متكاملة، حيث تتناغم الألوان والأشكال لتروي قصصاً متنوعة تعكس روح حلب وجوانب من حياتها، فمن خلال فرشاتهم وألوانهم، استطاع الفنانون أن ينقلوا الزوار إلى عالم من الأحلام والواقع، حيث تجسدت معاناة المدينة وإنسانها في لوحات تعبر عن عمق الجروح وجمال الصمود.
رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب يوسف مولوي أوضح أن المعرض يحتوي على لوحات تشكيلية تعكس في طياتها هوية المدينة من قبل مجموعة كبيرة من كبار الفنانين التشكيليين، مبيناً أن الأعمال المقدمة تعكس واقعاً اجتماعياً وأماكن تراثية ومضامين ثقافية.
وأكدت مشرفة صالة مرقص للفنون التشكيلية الفنانة التشكيلية ماري آن مرقص لـ “تشرين” مشاركة 29 فناناً تشكيلياً من مدينة حلب يعرضون 26 لوحة فنية من مختلف المدارس التشكيلية بالإضافة إلى 6 منحوتات تشكل جميعها هوية مدينة حلب بحاراتها القديمة وطبيعتها وشخوصها.
وحول مشاركتها بلوحتها التشكيلية أضافت الفنانة مرقص إن مضامين لوحتها تعكس الحب والزواج والمساواة بين المرأة والرجل في الحياة اليومية واندماجهما في كيان واحد، مضيفة إن “حلب هي مصدر إلهامنا، ونحن فخورون بأن نقدم هذه الأعمال التي تعكس جزءاً من روح مدينتنا”.
في حين سجلت الفنانة التشكيلية فيليبا صراف عودتها بعد غياب دام 15 عاماً من خلال لوحتها من المدرسة التعبيرية والتي تسلط الضوء على المرأة تمثلها كفراشة تركض وراء الضوء المتشبه بالرجل دون أن تفكر بالفارس الحقيقي وتختار الشخص المناسب.
وعلى جدران الصالة، تتوزع الأعمال الفنية بتنوع كبير، فمن اللوحات التي تعكس جمال الطبيعة الخلابة في ريف حلب، إلى تلك التي تعبر عن حكايات الحب والخسارة، وصولاً إلى اللوحات التي تسلط الضوء على التراث الحضاري العريق للمدينة.
أما الفنان التشكيلي خلدون الأحمد فقد عكس في لوحته جمالية الحرف العربي وعلاقته بالتشكيل الحروفي وانسجامه بالعزف الروحي لتكوين الحرف وجمالياته ضمن انسيابية وطواعية وليونة الحرف العربي، وأهمية اللوحة بعلاقاتنا وثقافتنا وتراثنا وأبجديتنا.
الفنانة التشكيلية نجلاء دالاتي شاركت بلوحة واحدة بعنوان بوابة القصب، مبينة أنها منذ 30 عاماً ترسم معالم حلب القديمة وتقدمها كصورة توثيقية بألوان مناسبة وعكس النور على الأجحار المرسومة في لوحاتها، مؤكدة على أهمية الفن في توثيق الحاضر والتعبير عن الهوية.
حظي المعرض بإقبال كبير من الجمهور الذي عبر عن إعجابه بالأعمال المعروضة، مؤكدين على أهمية هذه المبادرات في دعم الحركة الفنية في سورية، وأن هذا المعرض هو دليل على أن الحياة تستمر، وأن الفن هو أحد أهم وسائل التعبير عن الأمل.
يذكر أن المعرض يستمر لمدة 5 أيام متتالية ويستقبل زواره من 11صباحاً حتى 2 ظهراً ومن 5 حتى 9 مساءً.
عدسة – صهيب عمراية