5 مشروعات خدمية جديدة في مدينة الحسكة
تشرين – خليل اقطيني:
يواصل مجلس مدينة الحسكة اتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية والفنية واللوجستية للمباشرة بتنفيذ عدد من المشروعات الخدمية الجديدة في المدينة والأحياء التابعة لها في المرحلة القادمة.
مشروعان لصيانة شوارع المدينة بتكلفة مليار ليرة
وذكر رئيس مجلس المدينة المهندس عدنان عبد الكريم خاجو أن المرحلة القادمة ستكون حافلة بالعديد من المشروعات الخدمية المهمة في وسط مدينة الحسكة والأحياء التابعة لها.
مبيناً أن هذه المشروعات تتوزع على التزفيت والترقيع لعدد من الشوارع، والصرف الصحي والإنارة والنظافة العامة. وبعض هذه المشروعات سينفذ بدعم من وزارة الإدارة المحلية والبيئة، والبعض الآخر بدعم من المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني والإغاثي في المحافظة.
مليار ليرة لصيانة الشوارع
وأوضح خاجو أن في مقدمة هذه المشروعات التي ستنفذ في المدينة خلال المرحلة القادمة، مشروعان لصيانة وإعادة تأهيل الشوارع، بدعم مالي من وزارة الإدارة المحلية والبيئة وصل إلى مليار ليرة. المشروع الأول هو مشروع تزفيت عدد من الشوارع تزفيتاً كاملاً بطبقة من المجبول الإسفلتي، بتكلفة 850 مليون ليرة.
3 مشروعات أخرى لإنارة الشوارع والصرف الصحي والنظافة
أما المشروع الثاني فهو – حسب خاجو – مشروع ترقيع وملء الحفر في عدد من الشوارع الأخرى بالمجبول الإسفلتي بتكلفة 150 مليون ليرة.
مضيفاً: إن مجلس مدينة الحسكة حصل على موافقة المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة في اجتماعه قبل أيام برئاسة محافظ الحسكة الدكتور لؤي محمد صيوح، على الإعلان عن مناقصة لتنفيذ هذين المشروعين بالسرعة الكلية.
وأكد خاجو أن أهمية هذين المشروعين تكمن في أن تزفيت الشوارع ليس أمراً هامشياً في حياة أي مجتمع، فالشارع هو المرآة التي تعكس حقيقة ومستوى المجتمعات، والشارع شيء حيوي وأساسي في حياة الناس، وهو أول وأهم شرط لبناء المدن وتخطيطها، ولاسيما أن المدن العشوائية تعني عشوائية وبدائية سكانها، وتخلفهم. ولهذا عند تزفيت شارع، فإن المجتمع بأسره تقريباً يشترك بذلك، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وذلك لما تحمله الطرق الإسفلتية من ميزات كانخفاض الضوضاء والتلوث والتكلفة المالية مقارنة بطرق الصرف الأخرى من جهة، وسهولة صيانتها وإصلاحها من جهة أخرى.
9 كم شبكة صرف صحي جديدة
وأضاف خاجو : المشروع الثالث هو مشروع استبدال خطوط مجاري الصرف الصحي في المدينة وأحيائها، بطول 9 كم، بدعم من منظمة يونيسيف، وهي مسافة طويلة جداً، تشي بالحجم الكبير لهذا المشروع الذي يضاف إلى سلسلة من مشروعات استبدال مجاري الصرف الصحي التي نُفّذَت سابقاً في مدينة الحسكة وأحيائها، والتي يصل طولها إلى نحو 21 كم، وآخرها مشروع بطول 5 كم بدعم من منظمة يونيسيف، ومشروع بطول 2 كم بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP. وبهذه المشاريع يكون مجلس المدينة قد قام بصيانة وإصلاح ما يعادل نصف طول شبكة الصرف الصحي في المدينة، التي تعاني من الاهتراء بسبب قدمها من جهة، وصغر قطر أنابيبها من جهة ثانية، الأمر الذي جعلها غير قادرة على استيعاب الزيادة السكانية الكبيرة التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة من جراء نزوح الكثير من الأسر الوافدة والمهجرة إليها، بسبب الاحتلال والإرهاب.
مبيناً أن ثمة عاملاً آخر يؤدي إلى خلق مشكلات في شبكة الصرف الصحي في مدينة الحسكة، وهو أن هذه الشبكة هي (شبكة مجارٍ مجمعة) لا شبكة صرف صحي فقط. والفرق بين الشبكتين أن الأولى تحمل كلاً من مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار الغزيرة معاً، وتكون مجاري الصرف الصحي أصغر من المجاري المجمعة المصممة لتحمل جريان المياه السطحية أيضاً. الأمر الذي كان يتطلب تركيب أنابيب ذات أقطار كبيرة فيها، لكي تستوعب مياه الأمطار والصرف الصحي معاً. ولهذا يؤكد خاجو أن مجلس المدينة أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار في الأنابيب التي تم تركيبها في المشاريع الجديدة للصرف الصحي. إضافة إلى العديد من المواصفات الأخرى التي تتمتع بها، أبرزها القدرة العالية على تحمل الضغوط الخارجية والداخلية، والمقاومة العالية لعوامل التآكل، إلى جانب القدرة على تحمل مختلف درجات الحرارة.
مشدداً على أن مشروع صيانة وإعادة تأهيل شبكة مجرور الصرف الصحي في مدينة الحسكة، سيتيح وجود شبكات صرف صحي مستدامة للأسر في المناطق المستهدفة، باستخدام نهج يتسم بالاستجابة للطلب، وباستخدام التكنولوجيا المناسبة.
مشروع نظافة جديد
أما المشروع الرابع فهو – حسب خاجو – مشروع جمع وترحيل النفايات الصلبة، وينفذ بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، ويهدف المشروع إلى التدخل السريع للتخلص من الأضرار الصحية في المدينة والأحياء التابعة لها، والناتجة عن تراكم النفايات وما تسببه من تهديد للمياه الجوفية من جراء تسرب العصارة إليها، إضافة إلى انتشار للروائح والقوارض وتطاير النفايات في الأجواء ما يؤدي إلى تلوثها.
موضحاً أن المشروع يتضمن مرحلتين لجمع وترحيل النفايات الصلبة، أولاهما مرحلة الجمع الأولي، وهي تجميع المخلفات وإخراجها من المصدر إلى حاوية النفايات أو محطة ترحيلها، وقد تتم مباشرة من قبل المواطن بوضع النفايات في الحاوية أو عبر عمال المشروع الذين يجمعون النفايات من البيوت وينقلونها إلى أقرب حاوية نفايات أو محطة ترحيل.
والمرحلة الثانية هي مرحلة ترحيل النفايات الصلبة بوساطة عمال وآليات النظافة، حيث يتم نقل النفايات من الحاوية أو محطة الترحيل إلى مكب النفايات الصحي في منطقة أبيض.
وأكد خاجو أن مشروع إدارة النفايات الصلبة في مدينة الحسكة يهدف إلى تحسين طرق التخلص من النفايات الصلبة، بما يتماشى مع الشروط البيئية السليمة والمسؤولية الاجتماعية العالية. وذلك لأن عمليات فرز النفايات وإعادة التدوير في المدن والبلدات أصبحت مسؤولية كل فرد في المجتمع، بعد أن كانت مهمة تقتصر على الجهات المختصة، وباتت تخضع لمعايير دقيقة تشرف عليها جهات وهيئات ومؤسسات تخصصية، وخاصة أنها تشكل تهديداً للبيئة تنعكس تداعياته على الحياة الاجتماعية والصحية للأفراد. ولم تعد النفايات مجرد كيس بلاستيكي أسود يُرمى في حاوية القمامة، بل باتت عمليات فرزها جزءاً من تطور المجتمعات، ودخلاً اقتصادياً قوياً.
ومشروع إنارة جديد
أما المشروع الخامس الذي سيتم تنفيذه في المدينة وأحيائها، فهو مشروع إنارة الشوارع والساحات بالطاقة البديلة، بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
ويبين خاجو أن المشروع يتضمن تركيب 600 جهاز إنارة جديد تعمل بالطاقة الشمسية التي تتمتع بالعديد من الميزات، ما يجعلها حلاً لا غنى عنه للإضاءة الخارجية الحديثة. ولعل الفائدة الأكثر وضوحاً هي كفاءتها الرائعة في استخدام الطاقة، وذلك لأن مصابيح الشوارع بالطاقة الشمسية تستمد الطاقة مباشرة من الشمس، ما يقلل الاعتماد على مصادر الكهرباء التقليدية ويخفض فواتير الخدمات، من جهة، ويقلل من انبعاثات الكربون والاعتماد على الوقود الأحفوري المحدود من جهة ثانية. الأمر الذي يساهم في جعل الكوكب أكثر خضرة واستدامة. ناهيك بانخفاض صيانتها بشكل ملحوظ، لأن تصميمها قوي بطبيعته، مع الحد الأدنى من الأجزاء المتحركة، وعادةً ما يكون التنظيف الدوري للألواح الشمسية وفحص سلامة البطارية من حين لآخر كل ما هو مطلوب. وتم تصميم هذا النظام للإنارة للتركيب المباشر من دون أسلاك كهربائية خارجية، ويمكن أن تترجم هذه البساطة بتقليل وقت التركيب وتكاليف العمالة.
وختم خاجو بأن مدينة الحسكة سبق أن شهدت تنفيذ عدة مشروعات إنارة بالطاقة البديلة، وسيواصل مجلس المدينة تنفيذ المزيد من هذه المشروعات، حتى الانتهاء من إنارة جميع الشوارع والساحات والحدائق العامة.