استطلاعات الرأي تمنح هاريس مزيداً من القوة بمواجهة ترامب.. مأزق الجمهوريين يتعمق
تشرين:
على بعد شهر من أول مناظرة في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية، تواصل مرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس «نائبة الرئيس جو بايدن» توسيع فارق النقاط بينها وبين منافسها الجمهوري دونالد ترامب، لتبلغ خمس نقاط لمصلحتها، وإذا ما استمر الحال على هذا المنوال، وحتى في حال بقي الفارق عند هذه النقاط الخمس فإن هاريس على الأكيد ستفوز في الانتخابات وستكون أول امرأة رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
مقابل ذلك لا يمتلك الجمهوريون ومرشحهم ترامب سوى كيل مزيد من الاتهامات والأوصاف السلبية لهاريس، معتبرين أن «شهر العسل» الذي تتمتع به حالياً لن يدوم، في إشارة إلى قدرتهم على تجيير أرقام الاستطلاعات مرة أخرى لمصلحتهم، لكنهم في الوقت ذاته لا يفسرون كيف سيفعلون ذلك، وكيف يستطيعون التأثير على المزاج الأميركي العام المتزمر من مجمل السياسات في البلاد، الديمقراطية والجمهورية على السواء؟.. ولا يُخفي الأميركيون رغبتهم في التغيير وطي صفحة «الشيخوخة الرئاسية» التي استمرت لولايتين، ويبدو أنه سيمشي هذا الطريق إلى آخره «علماً أن هاريس تبلغ الـ60 من العمر، لكنها بالمقارنة مع ترامب وبايدن فهي أصغر سناً بكثير» لقد أظهر الأميركيون على خلفية الحملات الانتخابية مسارات عدة تفترق عما تم الاعتياد عليه وبصورة مفاجئة في عدة نواح، وهو ما ظهّرته بشكل أساسي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ عشرة أشهر، وغضب الأميركيون من سياسات بلادهم الداعمة للكيان الإسرائيلي رغم كل ما يقترفه من جرائم وحشية ضد أهل غزة، كان آخرها جريمة قصف مدرسة «التابعين» في حي الدرج وسط غزة، أمس الأول التي تؤوي مئات النازحين، ليقع العشرات منهم بين شهيد وجريح.
وكانت حملة «غير ملتزم» أعلنت اليوم أنها ستحجب التصويت عن هاريس لأنها «لم تقدم ما هو ممكن كعلامة فارقة عن بايدن» في مسألة المجازر الإسرائيلية والحرب المستمرة على قطاع غزة وأهله.
يأتي ذلك رغم أن هاريس أوفدت بعض المراسلين والمبعوثين إلى اللجان الناشطة التي تمثل الأقليات الفلسطينية والعربية والإسلامية وبعض الأقليات الأخرى لخطب ودها وإظهار موقف متباين عن حملة ترامب تجاه القضية الفلسطينية.
وكان الرئيس بايدن كشف أمس عما وصفه السبب الحقيقي لانسحابه من السباق الرئاسي، معترفاً بأن استمراره في السباق كان من شأنه أن يقود إلى فوز ترامب، وقال بايدن إن انسحابه هدفه هزيمة ترامب، وأضاف: رغم إنه لشرف عظيم أن أكون رئيساً، شعرت بأن لدي التزامات تجاه البلاد للقيام بكل ما يمكنني القيام به. يجب علينا أن نهزم ترامب.
في الأثناء، اتهم ترامب عبر «تروث سوشال» هاريس بسرقة أفكاره، وكتب: لقد نسخت هاريس للتو اقتراحي لإلغاء الضرائب على البقشيش. والفرق هو أنها لن تفعل ذلك، فهي تريد ذلك لأسباب سياسية فقط. وتابع: لقد كانت هذه فكرة ترامب، وليس لديها أي أفكار، ولا يمكنها إلا أن تسرق مني.
وقالت هاريس خلال تجمع حاشد في ولاية نيفادا أمس السبت إنها في حال فوزها ستحقق زيادة في الحد الأدنى للأجور، فضلاً عن إلغاء الضرائب على البقشيش. وسبق أن طرح ترامب مثل هذه المبادرة مراراً.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» كشفت أمس أن ترامب يصف هاريس بألفاظ بذيئة، ونقلت عن مصدرين، لم تكشف هويتهما، أنهما سمعا ترامب مراراً يتلفظ بألفاظ بذيئة أثناء التحدث عن هاريس وذلك خلال حفل عشاء في أول آب الجاري.
واتهم ترامب هاريس بأنها تتجنب التحدث إلى الصحافة لإخفاء ضعفها وفشلها.
وفي وقت سابق، أعلن ترامب أنه يريد إجراء ثلاث جولات من المناظرة مع هاريس. ومن المقرر أن تجري أول مناظرة في الـ10 من شهر أيلول المقبل.