تجربةٌ رائدةٌ لزراعةِ الزّعفرانِ في “برمانة المشايخ” بريف طرطوس الخطة زيادة المساحة المزروعة وصولاً لإنتاج وفير

طرطوس – نورما الشّيباني:

بعد التّجاربِ النّاجحةِ لزراعة الزعفران في محافظةِ طرطوس اعتُبِرت جبالُ السّاحلِ السّوريّ بيئةٌ مناسبةٌ جدّاً لزراعة الزعفران أو” الذهب الأحمر” كما يسمونه من حيث الارتفاع وكمّيّة الأمطار.

قريةُ تلّة في برمّانة المشايخ بريفِ طرطوس الشمالي الشرقي كانت رائدةٌ في زراعةِ الزّعفران من خلال الجمعيّةِ الفلاحيّة التّعاونيّة الإنتاجيّة المتخصّصة بزراعة الزّعفران في تلك المنطقة.
رئيس الجمعيّة فايز حسن وهو عضو في جمعيّة الأعشاب الطّبيّة ورئيس وحدة بيئيّة في تلّة خبيرٌ بالنّباتاتِ الطّبيّة العطرية أوضح لـ”تشرين”، أنّ الجمعيّةُ أُحدِثَت عام ٢٠٢١ حيث تمّ توزيع “الكورمات” أو الأبصال على ٤٦ عضواً ضمن مساحة ٥٠ م لكلّ عضوٍ وهي تجربةٌ رائدة، تأتي أهمّيتها من فوائدها الاقتصاديّة والطّبيّة.
وأشارَ حسن إلى أنّ الزّعفران من النّباتات الّتي لا تتأثر بالعوامل الجويّة ولا تحتاجُ إلى تكلفةٍ ماديّةٍ، إضافةً إلى سهولةِ العناية به وارتفاع مردوده، وأنّه يُزرَع على ارتفاع ٧٠٠ إلى ١١٠٠ م في تربة نفّاذة ولا يحتاجُ للرّيّ لأكثرِ من مرّتين أو ثلاث مرّات كلّ عامٍ، حيثُ تبدأ زراعته من منتصف الشّهر العاشر وحتى الشّهر ١١ عن طريق “كورمات” ويُعطي أزهاراً من العام الأوّل، كما أنّ “الكورمة” الواحدة تعطي من ٥ إلى ٧ “كورمات”. وتعدّ الأعشاب والقوارض مثل الغرير العدوّ الأوّل للنّبات.
ويمتاز النّباتُ بأنه لا يحتاج إلى سمادٍ كيماويّ بل إلى سمادٍ عضويّ، وهو سهل التسويق، كما يمتاز أيضاً الزّعفران السّوريّ بتفوقه على الزّعفران في باقي الدّول ويعود ذلك إلى المناخِ الجويِّ الملائم.
حسن لفت إلى أنّه قام بتجربةِ تقطيرِ تويجاتِ النّبات وحصل على زيتِ الزعفران، حيثُ إن كلّ ١٠٠ غرام من التّويجات أعطت ربع غرام زيت زعفران وهي نسبةٌ عاليةٌ إذا ما قورِنَت بالوردةِ الشامية، ويعتبرُ هذا الزّيت مفيداً جدّاً لأمراض القلب والأعصاب والعين. و هناك تجربتان قيد الدّراسة على أوراق النّبات والأسدية الصفراء. منوهاً بضرورة تعميم زراعة الزّعفران والتّركيز على زراعة النّباتات المحلّيّة في ريف طرطوس مثل الزّوبع أو الزّعتر البرّيّ و الميرميّة و إكليلُ الجبل، الخزامى واتّخاذها كمشاريعٍ اقتصاديّةٍ صغيرةٍ ذات جدوى عالية لا تحتاج إلى أسمدة كيماويّة ولا تتأثّر بالعواملِ الجويّة.
من جانبه، بيّن رئيس مكتب التّعاونيات الإنتاجيّة في اتّحاد الفلّاحين بطرطوس محمّد ديب أنّ المساحة المستَثمرة بزراعة الزّعفران في قرية تلّة هي ٢٠٥٠ م، وقد تمّ تقديم إعاناتٍ مختلفةٍ و٣٠٠ “كورم” لكلّ عضوٍ، بالإضافةِ إلى توزيع ١١٠ كيلو غرام سماد عضوي لكل عضو وتمّت زيارة الجمعيّة مع وفود من إيطاليا ومركز “أكساد” والأمانة السّورية للتّنمية. وهذه هي السّنة الثّالثة لزراعة الزعفران، وبعد أخذ عيّنة من جميع الحقول تبيّن أنّ هناك إنتاجاً عاليّاً من البصيلات، سيتمّ قلعها هذا الموسم لزيادة المساحات المزروعة وسيكون هناك إنتاجٌ جيّد من المياسم هذا العام ومن الممكن أن نصل العام القادم إلى أكثر من ٦٠٠ غرام من المياسم، إضافةً إلى البصيلات، وهو رقم جيّدٌ جدّاً مقارنةً بالمدّة الزّمنيّة لزراعة “الكورمات”.
و أشار ديب إلى وجود فريقٌ من الأمانة السّورية للتّنمية واتّحاد الفلّاحين مسؤول عن التّسويق إلى جمعيّات محدثة لزيادة المساحات المزروعة على مستوى المحافظة والحصول على إنتاجٍ وفير.