الباحث والمؤرخ والأديب د. محمد قجة في ذمة الله
دمشق – ميسون شباني:
فقدت الأوساط الأدبية والإعلامية الباحث والمؤرخ والأديب العربي السوري د. محمد قجة، والذي يعتبر علماً من أعلام الثقافة في سورية وفي الوطن العربي بشكل عام، فهو باحث موسوعي وله إنتاجات كثيرة، وزارة الثقافة نعت الباحث واصفة إياه بعلم من أعلام سورية.
قلعة حلب الثانية
ولد الأديب والمربي والباحث والموسوعي محمد قجة في حلب 1939
وهو يحمل إجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق وحاصل على دراسات عليا في تاريخ الأندلس وبلاد الشام /جامعة الجزائر.
والفقيد مشهود له في مسائل الحضارات والتراث العربي والإسلامي، وقام بوضع أكثر من 20 كتاباً تحوّلت إلى مراجع أساسية عن “حلب”. منها: ”الكتاب الذهبي لتوثيق فعالية حلب عاصمة للثقافة“، ”فلسفة العمارة الإسلامية حلب نموذجاً“. ”الحياة الفكرية في العصر الأيوبي“، ”قلعة حلب صوت من التاريخ“، ”محطات أندلسيّة“. فضلاً عن عدد كبير من المقالات واللقاءات الصحفية التي باح خلالها بتفاصيل حبّه لمدينته.
في كتابه الأخير الذي حمل عنوان ”حلب في كتاباتي وقصائدي“. تحدث فيه د.“قجّة” عن تاريخ حلب وحضارتها وعمارتها ووصف عاداتها وطقوسها والحياة الأدبية لكل كاتب عاش فيها.
شغل الراحل منصب الأمين العام لـ”احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية” عام 2006، ومستشار “منظمة اليونيسكو” لشؤون التراث غير المادي في سورية عام 2010، ورئيس تحرير “مجلة التراث”، ورئيس لجنة السجل الوطني للتراث الثقافي، ومدير “ثانوية المأمون” في حلب إضافة لكونه رئيس مجلس إدارة “جمعية العاديات” منذ 1994، و”مجلة العاديات”.
كما كان عضواً في مجلس أمناء “مؤسسة القدس الدولية”، و”مركز مخطوطات مكتبة الإسكندرية”، و”جامعة إيبلا الخاصة”، وعضواً في مجلس خبراء “مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة”، وعضواً في كل من “الاتحاد العام للآثاريين العرب”، و”اتحاد الكتّاب العرب”، و”المجلس الوطني للإعلام”، و”الجمعية السورية لتاريخ العلوم”، و”معهد التراث العلمي العربي” في “جامعة حلب”، ولجنة حماية حلب القديمة، ولجنة ترميم الجامع الأموي في حلب.
قدم العديد من المحاضرات بمختلف القضايا الفكرية والتاريخية والأدبية في مؤتمرات إقليمية وعالمية، كما له عدة مؤلفات مسرحية، منها: “حلب على صفحات التاريخ”، و”الملكة ضيفة خاتون”، و”بيت الحكمة”، و”زرياب”.
نال”جائزة الدولة التقديرية في مجال النقد والدراسات والترجمة” عام 2016.
حاصل على ماجستير في تاريخ الأندلس وبلاد الشام من “جامعة الجزائر”، وإجازة في الأدب العربي عام 1963 من “جامعة دمشق”.
رجل الثقافة الكبير الراحل كان بيته مقصداً للكتاب والشعراء .من أمثال “أدونيس و فاتح المدرّس وطلال حيدر ويوسف زيدان وصباح فخري”. حصل على عشرات الدروع والتكريمات من جهات رسمية وأكاديمية تكريماً لتاريخه.