” الفن السابع” في سلمية.. من بوابة النادي السينمائي في جمعية المسنين
حماة – نصار الجرف:
كانت مدينة سلمية من أوائل المدن السورية التي بنيت فيها صالة للسينما، وهي سينما” الشرق” في خمسينيات القرن العشرين، وبعد إغلاقها، تم افتتاح صالة ” الزهراء” في ستينيات القرن الماضي، وكانت تعرض أجمل الأفلام العربية والأجنبية والهندية والكاراتيه، وغيرها، وكانت صالة الزهراء تخصص يوماً للعرض للسيدات وآخر للعائلات أسبوعياً، وفيها قسمان؛ صالة وبلكون” اللوج” وكل قسم بسعر خاص.
وكان لها طقسها الجميل وخاصة في مواسم الأعياد، حيث الازدحام الشديد ومن كل الأعمار والشرائح، والعروض المتوالية.
وخلال سنوات الحرب على سورية، أغلقت الصالة أبوابها، طاوية صفحة جميلة وذكريات أجمل عن متعة الفرجة والمشاهدة في السينما وطقسها الجميل، وهي الآن قيد الترميم والصيانة.
وفي مبادرة منها لإعادة إحياء هذا الفن الجميل” الفن السابع، بادرت جمعية المسنين في سلمية من خلال نادي السينما، الأسبوعي، الذي يعرض فيلماً، يعقبه حوار بين الحضور حول مضمونه.
رئيس اللجنة الثقافية في جمعية المسنين عبد العزيز مقداد تحدث لصحيفة تشرين عن هذه المبادرة قائلاً:
كما أولت اللجنة الثقافية في جمعية المسنين، أهمية للمحاضرات الثقافية والحوارات التفاعلية، في برنامجها ” ثمرات الأفكار” ، أنشأت النوادي، فبالإضافة إلى النادي المسرحي والنادي الموسيقي، كانت ولادة النادي السينمائي، لعرض الأفلام الهادفة الاجتماعية والتحفيزية، وحتى الكوميدية، لإيمانها بالقيمة الفكرية والثقافية التي تنعكس على المشاهد، وتضيف إلى مخزونه الثقافي وتحفزه على التفكير والحوار، والتفريق بين الغث والسمين، إضافة لعودة السينما إلى الحضور بقوة في المدينة التي تفتقد منذ سنوات داراً للسينما، ونعمل على إقامة مهرجان سينمائي للأفلام القصيرة مستقبلا، تتخلله استضافة ضيوف مختصين من خارج المدينة، لتقديم محاضرات والمشاركة في الحوار السينمائي.. والذي شجعنا على المتابعة وتطوير النادي، تزايد الحضور وشغف المهتمين والمحبين للفن السابع.
بدوره، أوضح مدير النادي السينمائي في الجمعية ، محمد الشعراني، أن نوعية الأفلام المعروضة والحوارات والخطة المستقبلية للنادي: الطقس السينمائي، حالة رائعة ومحببة في مدينتنا، التي كانت من أوائل المدن التي وجد فيها داران للسينما، وكان خيارنا بإعادة إحياء النادي السينمائي في جمعية سلمية للمسنين، الذي يقدم أفلاماً نوعية، تحمل قيمة فنية، ويتم إجراء حوار بعد الفيلم، بما يحقق فائدة ومتعة وقيمة مضافة للمتلقي، لذلك يكون اختيارنا دقيقاً للفيلم بعد مشاهدته أولاً مع الأصدقاء في اللجنة الثقافية .
ومستقبلاً سنشكل النادي السينمائي العائلي الذي سيكون لحضور أفلام العائلة، كما سيكون هناك نادي الأطفال السينمائي، كما ستكون لدينا ورشات للتدريب على كتابة السيناريو، ومهرجان للأفلام القصيرة والأفلام الكلاسيكية المبنية على رواية عالمية تلقى استحسان الجميع ورغبتهم برؤية المزيد.
حيث تم عرض فيلم” زوربا” اليوناني والمأخوذ عن رواية لكانتزاكيس، كذلك فيلم “أحدب نوتردام” المأخوذ عن رائعة فيكتور هوغو، و فيلم ” الشيخ والبحر” عن رواية لهمنغواي، و”قصة مدينتين” لتشارلز ديكنز .