توأم النازية!!

استهداف الإرهاب لمجمع كروكوس في موسكو يذكرنا بما قاله بوتين عندما سئل عن سبب تدخل القوات الروسية لمساعدة سورية، حيث أجاب «ذهبنا لمساعدة سورية كي لا نجد الإرهاب في ديارنا» ووقوع العمل الإرهابي في موسكو، بالتزامن مع عودة نشاطه في البادية السورية، يذكر العالم كله، بما نبهت له دمشق منذ ثمانينيات القرن العشرين، حول الإرهاب الأصولي التكفيري وخطره على الاستقرار والسلم الدوليين.
‏وبالفعل فإن هذا الإرهاب ما هو إلا «توأم النازية»، وكما النازية تحتقر الأجناس الأخرى وتحل قتلها وحرقها، فإن الإرهاب يكفر ويحتقر «المختلفين معه» ويحل قتلهم وتفجيرهم وسفك دمائهم، وكما النازية تعد الشعوب الأخرى أدنى من الشعب الآري الألماني وبالتالي يجوز استعبادهم والتحكم بهم لدرجة قتلهم، كذلك فإن إرهاب «داعش» يعد كل من لا يتبع نهجه ويؤيد تطرفه خارجاً عن الملة ويجب استعباده وقتله و التنكيل به.
‏وإذا كانت فوضى الفصائل الأفغانية المسلحة المشكلة والمدعومة من المخابرات المركزية الأمريكية لمحاربة السوفييت، أنتجت تنظيم «القاعدة» الإرهابي، فإن الغزو الأمريكي للعراق أنتج «تنظيم الدولة في العراق» الذي استغل الفوضى التي أحدثتها المخابرات الغربية في سورية وخلق فيها ما سمي «جبهة النصرة» الإرهابية، التي تطرفت على التنظيم الأم وخرجت عنه بما استولت عليه، وخلفه بالتالي «تنظيم الدولة في العراق والشام» والذي سمي «داعش» اختصاراً، هذه المراجعة التاريخية تبين أن الإرهاب الذي بدأ تنظيمه من الفصائل الأفغانية، مروراً بتنظيم الدولة في العراق، إلى «جبهة النصرة» في سورية، إلى «داعش»، ومنها إلى «داعش» خرسان إلى إلى إلى ألخ، كلها ولدت نتيجة الفوضى التي أحدثتها المخابرات المركزية الأمريكية، ونتيجة التمويل والتسليح المباشر الذي اعترف به بريجنسكي وهيلاري كلنتون، وعاد وذكرنا به قبل أسبوع، المرشح الرئاسي الأمريكي روبرت كنيدي الابن، من دون أن ننسى ما أعلنه ترامب عن مسؤولية الإدارة الأمريكية في إنشاء «داعش».
‏في روسيا دولة قوية لذلك فلا حظ ولا مستقبل لأي إرهاب فيها، وبالمثل فإن أول وأهم تصدٍ للإرهاب يكمن في تقوية الدول، لذلك فإننا نعرف وندرك أن السعي الأمريكي الصهيوني لإضعاف الدولة السورية، سواء بافتعال الفوضى فيها، أو بخلق الأزمات لها، أو بالحصار والعقوبات، ما هو إلا سعي لتقوية الإرهاب، وخاصة أن الدولة السورية هي أول من قام بمحاربة الإرهاب الأخواني منذ ثمانينيات القرن العشرين، وعبر السنوات العشر الماضية حاربت سورية أشكالاً متنوعة من الإرهاب، وهذا ما يوضح بشكل ساطع، أن تقوية الدولة السورية مهم جداً في محاربة الإرهاب، أما محاربة سورية بأي وسيلة فهي خدمة للإرهاب الذي لا يستثني أحداً في الشرق أو الغرب من جرائمه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار