«مجنون ليلى» بين الأدبين العربي والفارسي.. ضمن فعالية في المستشارية الإيرانية بدمشق
دمشق- لمى بدران:
بمناسبة ذكرى الحكيم “نظامي كنجوي” الذي يعتبر من شعراء إيران الملحميّين، أحيت المستشاريّة الثقافيّة لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في سورية ظهر اليوم دراسة أدبيّة بعنوان “ليلي ومجنون في الأدبين الفارسي والعربي نظامي كنجوي أنموذجاً”، الشاعر نظامي الذي تميّز واشتهر بطرح موضوع “العرفان” في الأدب وداخل قصص العشق.
يَعتبِر المستشار الإيراني مهدي خالقي راد أن الشّعر حمل رسالة السّلام والصّداقة والمحبّة وهذا أكثر ما يحتاجه عالمنا اليوم، وفي حديثه خلال الفعاليّة أشار إلى أن الأدب منتشر في جميع أجزاء حياتهم كإيرانيين، وهنالك الكثير من الأمور المشتركة مع سورية بخصوص الأدب وعلاقاتنا الثقافية القديمة معهم، واليوم تَعدّ المستشارية هذه الندوة بمثابة نوع من التعاون الثقافي المشترك لإبراز مقاربة ودراسة نقديّة عن نموذج يعتبرونه من أشهر وأفضل النماذج الأدبية لديهم.
المشاركة الأولى كانت من قبل عضو الهيئة العلميّة والتدريسيّة بجامعة دمشق الدكتورة جمانة ربيع التي قدّمت مقارنة عميقة بين القصة العربيّة الأصليّة لقيس بن الملوّح وليلى العامريّة والقصّة التي استطاع الشاعر نظامي أن يصبغها بصبغة فارسية لها وزن بحر الهزج المسدس، ولفتت خلال دراستها إلى أنها ترى أن هناك كثرة في الاستطراد عنده فما أن يخرج من قصة حتى يدخل في أخرى أشارت إلى الصبغة الصوفية الطاغية لديه، ويجب القول برأيها إن نظامي هو مؤسس فن الشعر القصصي في إيران.
وبالانتقال إلى المشاركة الثانية التي كانت لعضو الهيئة العلميّة والتدريسيّة أيضاً الدكتورة أمينة بربار، نجد أنّها أضافت في دراستها النقديّة معلومات أكثر عن ناظمي الذي تميّز بشعره الغنائيّ والذي كتب “ليلي ومجنون” بمدة أربعة شهور فقط وهو عبارة عن ٤٧٠٠ بيت شعر، وأضاءت على الصّورة المجازيّة في منظومة الشاعر، وعلى مفهوم العشق الذي يختلف بين الأشعار العربية والفارسية ليصل لدى الفارسيين إلى العشق العرفاني، وأيضاً ذكرت أنّه بفضل نظامي تطوّرت قصّة قيس وليلى من رواية محليّة في الأدب العربي إلى أسطورة معروفة في الأدب الفارسي.
كان الختام مع بعض المداخلات من الحضور والتي أثارت جوانب مهمّة في تجربة نظامي بشكل خاص، وحول الحالة الثقافية الإيرانية السورية بتشابهها وأوجه اختلافها بشكل عام، ومن الجدير بالذكر أن الشاعر نظامي أذربيجانيّ ولد عام ١١٤٠م، وتوفي عام ١٢٠٣م، وأشهر مؤلفاته الأدبية «بنج غنج» والتي تعني الكنوز الخمسة، وتتألف من خمس منظومات قصصية هي “مخزن الأسرار”، “خسرو وشيرين”، وقصة “ليلى ومجنون” “العروش السبعة”
وآخر كنوزه “إسكندرنامه” أو “كتاب الإسكندر المقدوني”.