خطوات علاجية تمكن إسمنت حماة من تجاوز خسارة “أسعار الطاقة” لتصل قيمة إنتاجها 507 مليارات ليرة

تشرين -مركزان الخليل: 

ارتفاع أسعار الطاقة ومستلزمات الإنتاج المتكررة خلال العام الحالي، وخاصة مادة الفيول والكهرباء، فرض واقعاً إنتاجياً صعباً أمام شركات الإسمنت، أدى لخسارات كبيرة لم تشهدها منذ عقود مضت، حيث وصلت الخسارة في بعض الأحيان لأكثر من 150 ألف ليرة في الطن الواحد، وأحياناً أخرى تجاوزت 450 ألف ليرة، بسبب الفارق الكبير في أسعار الطاقة والتكلفة الإنتاجية، دون تعديل في أسعار الإنتاج والمبيع، مع عدم نسيان ما فعلته العقوبات الاقتصادية والحصار الاقتصادي من صعوبات في تأمين مستلزمات الإنتاج.

هذا واقع عاشته صناعة الإسمنت المحلية لشهور مضت، إلا أن ارتفاع الأسعار الأخير الذي جرى ارتفاع مستلزمات الإنتاج وخاصة “الفيول والكهرباء” أعاد التوازن إلى انتاجية الشركات وبدأت الخروج من مسلسل الخسارة الى الربحية المعقولة وقبلها واقع انتاجي مشجع لاستمرار إنتاجية خطوط الإسمنت في كافة الشركات.

أمام هذا الواقع يؤكد مدير عام الشركة السورية لصناعة الإسمنت ومواد البناء في حماة المهندس عصام العبد الله في تصريح لـ”تشرين”، ما جاء في مقدمة الحديث عن الواقع الإنتاجي وصعوبة تأمين المستلزمات وما يتعلق أيضاً بأسعار الطاقة وارتفاعاتها التي أحدثت خللاً كبيراً مكونات العملية الإنتاجية، إلا أن الزيادة الأخيرة لأسعار الإسمنت أخرجت الشركات المنتجة من واقع الخسارة إلى الربحية، مع إنتاجية تتماشى مع الإمكانات والظروف الحالية، حيث قدرت قيمة الإنتاج الفعلية مع نهاية هذا العام بحدود 507 مليارات ليرة، وإنتاجية قدرت بحوالي 727 ألف طن من مادة الكلنكر وبزيادة عن العام 2022 قدرت بأكثر من 92 ألف طن، علماً أن كميتها خلال العام المذكور كانت 635 ألف طن، وبالتالي نجد أن معدل التطور تجاوز 115% ، رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها الشركة .

وفي معرض رده على سؤالنا حول الإجراءات التي ساعدت الشركة في الانتقال الى الحالة الإنتاجية، غير أسباب تعديل أسعار الطاقة، فقد بيّن العبد الله اتخاذ جملة من الخطوات منذ بداية العام لتطوير آلية العمل في معامل الإنتاج الرئيسية وتحقيق زيادة كبيرة في إنتاجيتها، واعتبرت خطة متكاملة للعمل على تحقيقها وفق الظروف والإمكانات المتوافرة لدى الشركة منها المادية والبشرية وحتى الخبرات الفنية واستثمارها بالشكل الأمثل، منها على سبيل المثال: تحسين المواصفات الفنية للمنتج وتحديث وتطوير الآلات لمواكبة التطورات الفنية والتكنولوجية في مجالات الصناعة وزيادة الحصة السوقية للشركة، وتنويع الاستثمارات المطلوبة في الشركة، إضافة لاستثمار الموارد البشرية ما يؤدي إلى تطوير العمل.

وأوضح العبدالله أنه بقصد الوصول للغاية المذكورة وضعت الشركة برنامجاً زمنياً لتطوير العملية الإنتاجية والفنية في الشركة وفق مراحل محددة يتم من خلالها إنتاج المطلوب من المنتجات المتنوعة في الشركة وذلك بالاعتماد على الخبرات المحلية وانجاز إصلاح مولدة الاشعة في المعمل رقم 3 وتوفير مئات الملايين لقاء استيراده من الشركات الصانعة، إضافة للاستفادة من الطاقات الحرارية المنبعثة من مبرد الكلنكر في تسخين الفيول عبر المبادلات الحرارية وإنتاج الإسمنت المقاوم للكبريتات بالطريقة الجافة، ناهيك عن أمور أخرى تتعلق بأنظمة التحكم وتعديل العمل في منظومة دارة التشحيم في قسم التشحيم في المعمل رقم 3 والبدء بتكسير كتل الكلنكر الكبيرة الموجودة في الشركة وتغذية خط الإنتاج بها، علماً أن الموارد البشرية اللازمة للتشغيل متوافرة في الشركة وبخبرات فنية جيدة ولا تتطلب هذه الخطوط تعيين عمالة جديدة وذلك لقدرة الشركة على تسويق هذا المنتج في السوق المحلية بأسعار مناسبة ومنافسة يمكن من خلالها تحقيق ريعية مادية جيدة تستفيد منها الشركة في دعم الجانب المادي والاجتماعي للعمال والشركة على السواء .

أيضاً هناك جانب مهم تعمل لتنفيذه الشركة في رأي العبدالله، وخاصة ما يتعلق بالجانب الاستثماري، حيث قدرت قيمة الاعتمادات المخصصة له الجانب بأكثر من 30 مليار ليرة معظمها لمشاريع الاستبدال والتجديد، وتنفيذ التوجهات الجديدة المتعلقة بأعمال الأتمتة في قسم الفرن بالمعمل 2 وقسم مطحنة المواد الأولية، وأتمتة قسم مطحنة الإسمنت في المعمل رقم 2 ايضاً إضافة لإجراءات أخرى يمكن العمل على تنفيذها خلال المرحلة المقبلة بقصد تطوير عملية الإنتاج وزيادة الطاقات الإنتاجية والتسويقية.