٣٥٠ كفيفاً ينقصهم الدعم.. وجمعية المكفوفين باللاذقية تحتضنهم بمبادرات وورشات عمل لصقل مواهبهم
اللاذقية- سراب علي:
في جمعية المكفوفين باللاذقية خلية نحل حقيقية لا تعرف الملل، فقدانهم لأبصارهم لم يمنعهم من حضور ورشات العمل التي تقيمها الجمعية بين الحين والآخر وتخص العمل الإداري والمكتبي وغيرها من الورشات العملية لبعض المهن كصناعة الخيزران وغيرها، مقابل ذلك ينقصهم الدعم الحقيقي من الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لناحية تأمين متطلباتهم.
اليوم بكل شغف وعزيمة وإرادة يواظبون على حضور ورشة العمل التي تقيمها الجمعية مع مركز (فعّال) للتدريب ضمن مبادرتها (مبصري القلوب) يتلقون فيها كتابة السيرة الذاتية وإنشاء البريد الإلكتروني وكيفية التعامل معه وغيرها من المحاور التي تخص العمل الإداري والمكتبي.
مواهب تستحق الدعم
أمين سر جمعية المكفوفين باللاذقية وعضو مجلس إدارتها الدكتور زكريا عباس بين في حديثه لـ(تشرين) أن الهدف الأساسي من الدورات هو إعداد كوادر من الشباب الصغار لإدارة الجمعية للسنوات القادمة، وأضاف: بدأنا بسلسلة من الدورات وكانت أول دورة موجهة لإطلاع الشباب على النظام الداخلي وقانون تنظيم الجمعيات والمهام الإدارية التي يقوم بها أعضاء إدارة الجمعية ( رئيس الجمعية ونائبه وأمين السر وأمين الصندوق) وكانت بإدارة المدرب يحيى العسس.
وأضاف عباس: الدورة الثانية مع مركز “فعال” عن مهارات الحياة تضمنت ثلاثة محاور أساسية هي: (فن التواصل المسموع والمقروء والسيرة الذاتية والمراسلات الالكترونية) وكيفية كتابة محاضر ومراسلة الجهات الرسمية وغير الرسمية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، مشيراً إلى أن الجمعية تحتضن ٣٥٠ شخصاً من المكفوفين الذين لايتلقون الدعم المطلوب لتلبية احتياجاتهم، حيث الدعم للجمعية محدود جداً يعتمد على التبرعات من بعض الأشخاص المحدودين وبعض المعونات، كما أن العصا الخاصة بهم يتم تأمينها من قبل مدير الجمعية وبأعداد محدودة.
عباس: الهدف الأساسي من الدورات هو إعداد كوادر من الشباب الصغار لإدارة الجمعية للسنوات القادمة
ولفت إلى حاجة الجمعية للدعم والتمويل من الجهات الحكومية وغير الحكومية حيث هناك الكثير من المهارات والمواهب من الحرفية والمهنية والتدريسية والموسيقية في الجمعية تحتاج وتستحق الدعم.
نحتاج مواكبة التقنيات
إياد خوندة الذي فقد بصره في كِبره ويعمل الآن بصناعة الخيزران، يؤكد أنه بعد أن اتبع عدة دورات في الجمعية خارجها وشارك في عدد من المعارض، ولديه معلومات أساسية أولية عن محاور هذه الدورة، يشير إلى حاجة الجميع في الجمعية لدورات كهذه لأنه من الضروري مواكبة الأمور التقنية.
كما أشار يوسف العلي، الذي يعمل في تعبئة العطور إلى أهمية هذه الورشة لأنها تساعده وغيره من الأشخاص ليكونوا مهنيين وأفضل عملياً وتجارياً في الأسواق، ناهيك عن أن الخبرة التكنولوجية مطلوبة في أي عمل وكل يوم هناك معلومات جديدة في هذا المجال وهناك برامج جديدة نحن بحاجة للاطلاع عليها.
شكوحي: نحتاج للدعم من قبل الجهات المعنية كما تقدم لباقي الجمعيات
كما أكد نائب رئيس الجمعية علي شكوحي أن مبادرة (مبصري القلوب) متممة لورشة عمل كانت قد بدأت الأسبوع الماضي لتأهيل الأعضاء الشباب والمتطوعين في الجمعية ليكونوا أعضاء مجلس إدارة وستكون هناك دورات لاحقة أكثر تخصصية حسب رغبة الشباب, مشيراً إلى حاجة الجمعية للدعم من قبل الجهات المعنية وتقديم الدعم كما تقدم لباقي الجمعيات.
رهوب: المركز يدرب و يؤهل الشباب حيث يتم العمل على أهداف التنمية المستدامة وأبعادها
بناء الشراكات
كما التقت ” تشرين” مديرة العلاقات العامة في مركز “فعال” الذي يقيم المبادرة مع الجمعية، عفراء رهوب والتي أوضحت أن المركز يدرب و يؤهل الشباب حيث يتم العمل على أهداف التنمية المستدامة وأبعادها ومنها (بناء الشراكات وتحقيق الأهداف) وانطلاقاً من بناء الشراكات وتحقيق الأهداف كان هناك مذكرة تفاهم بين المركز والجمعية كمسؤولية مجتمعية نقدمها نحن الشباب لأن التدريب أساسه من (الشباب إلى الشباب)، وأضافت: حالياً نحن في أول تجربة لورشات عمل تهم مجال الإدارة والتواصل لأفراد من الكادر الإداري سواء كانوا مبصرين أو مكفوفين فكانت مبادرة (مبصري القلوب) قدمنا فيها مهارات التواصل الفعال والسيرة الذاتية ومقابلات العمل.
وتواصلنا مع المكفوفين بعد أن خضعنا لدورة في مركزنا مع مدرب من الجمعية تعلمنا منه كيفية التعامل مع المكفوفين والطرق المثلى لنكون قادرين على توصيل الرسالة الأفضل بالطرق الأمثل لفئة المكفوفين.
وأضافت: نعلم أنه من أهم أهداف التنمية المستدامة هي المساواة ولا يمكننا تهميش هذه الفئة أو إبعادها، فهي فئة مبدعة وموهوبة ولديها طاقة إيجابية وفئة قابلة للتعلم.
وساعدتنا الورشة لتكون البوصلة لنا للتعامل معهم بالطريقة الصحيحة.
تقي الدين: نقدم عدة محاور حول كيفية إنشاء بريد إلكتروني وكيفية التعامل معه والتعامل مع المراسلات حتى تتبلور لديهم العملية الكاملة ويتمكنوا من العمل الإداري
بدورها، أشارت الدكتورة صبا تقي الدين مدرب في مركز “فعال” إلى تقديم عدة محاور حول كيفية إنشاء بريد الكتروني وكيفية التعامل معه والتعامل مع المراسلات حتى تتبلور لديهم العملية الكاملة ويتمكنوا من العمل الإداري إذا ما استلموا مناصب إدارية، مشيرة إلى وجود خاصية الاعتماد عن بعد في الأجهزة الخلوية الحديثة والقديمة وهذا يساعدهم في العمل سواء للأشخاص الأصحاء أو ذوي الإعاقة يمكنهم استخدامها.