“شرق وغرب” أمسيتان ميلاديتان لـ”جوقة مار أفرام السرياني”
تشرين- رنا بغدان:
لتقرع الأجراس وتصدح الحناجر وترتفع الأصوات معلنة قدوم الميلاد الذي يحمل البشرى بنصر واعد يحيي النفوس وينعش القلوب العطشى لأمل منتظر من مغارة متواضعة في فلسطين الحبيبة.. من هنا وتحت رعاية البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع تحيي جوقة “مار أفرام السرياني” بقيادة شادي إميل سروة أمسيتين ميلاديتين الأولى يوم غد الخميس في كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس في باب توما_ سفل التلة عند الساعة السادسة مساء بدعوة من لجنة السيدات الخيرية “العمل الروحي”، والثانية يوم الجمعة القادم تحت رعاية البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك في كنيسة القديس يوسف في الدويلعة عند الساعة السادسة مساء.
وفي تصريح خاص لـ “تشرين” تحدث سروة قائد الجوقة ومديرها عن عنوان الأمسية ومضمونها وبرنامجها فقال: تم اختيار العنوان “شرق وغرب” من فكرة الأمسية بحد ذاتها، فأنا أسعى في كل عام لأن تكون الأمسية الميلادية وكباقي الأمسيات لها فكرة ورسالة، ففي العامين المنصرمين كان العنوان “من الشرق” وكان التركيز على حدث الميلاد في الشرق أي البلاد التي شهدت أولى طلائع البشرى مثل فلسطين، سورية، العراق، اليونان، أنطاكية و القسطنطينية.. وبعض البلدان الشرقية الأخرى مثل أرمينيا، روسيا وهنغاريا.. أما العنوان “شرق وغرب” فسنتناول من خلاله الميلاد بفكره الشرقي والغربي معاً، وسيكون البرنامج بلغات متعددة فهناك السريانية، العربية، الأرمنية، الروسية، الإنكليزية، الألمانية، اليابانية، الهندية، اليونانية، الإسبنيولية، الفرنسية واللاتينية.. وهذا طبعاً شكل تحدياً لأفراد الجوقة البالغ عددهم 40 مرنماً ومرنمة والذين تدربوا كثيراً لإجادة اللكنة والروح وليس فقط اللحن.. وهناك مقطوعات عالمية أيضاً مثل “آفيه ماريا ورسالة gabrial massage و holy night”..
وعن الموسيقا المرافقة والتوزيع الموسيقي يتابع سروة قائلاً: في القطع الشرقية لا ندخل أسلوب التناغم الصوتي في الأداء بينما في القطع الغربية نؤدي بعضها بأربع أصوات. أما المرافقة الموسيقية فستكون لفرقة موسيقية من أعضاء الجوقة اليافعين وهذه تجربة أحب دائما الخوض فيها بهدف تحفيز الشبان اليافعين وتدريبهم لإداء برنامج مثل الذي سنقدمه ويتضمن آلات شرقية مثل عود، القانون، الكمان و الرق.. وآلات غربية مثل البيانو والتشيلو.. وآلات نفخية مثل الهورن والساكسفون والأكورديون.. وطبعاً هذه التوليفة الخاصة وجدت لتخدم تنوع البرنامج الذي سيكون التوزيع الموسيقي فيه بالكامل لي باستثناء ثلاث قطع توزيع عالمي..
أما عن الرسالة التي تقدمها الأمسية في ظل الظروف المحيطة الحزينة والمؤلمة فيقول:
سنقدم في البداية مقطعاً من رائعة الرحابنة “زهرة المدائن” وهنا تكمن رسالتنا فافتتاحنا الأمسية بهذه القطعة هو طريقة تعبير عن موقفنا تجاه ما يحصل في فلسطين، فنحن كمسيحيين مشرقيين لا نتضامن مع أهلنا في فلسطين سواء في غزة أو القدس أو أي مكان لأن فعل التضامن يصدر من صديق أو أخ أو شخص بعيد لكننا نحن أصحاب القضية ونحن في محورها فلنا في فلسطين الكثير ليس فقط من عام 1948 إنما منذ أكثر من 2000 عام، ونحن كسوريين دفعنا الكثير الكثير كرمى هذه القضية وما إقامتنا لهذه الأمسيات إلا تعبير عن موقفنا ووقوفنا جنباً إلى جنب مع إخوتنا الفلسطينيين فرغم الضيق الذي يكاد يخنقنا والعنف الذي يحيط بنا والحزن والألم الذي أصبح من يومياتنا لا ضير في أن نكون معاً في فسحة سلام ضمن أمسية تكون مساحة صغيرة للفرح و الهدوء النفسي..