تحولت إلى شعب صفية.. مكتباتنا المدرسية للفرجة…

تشرين – دينا عبد:

تشكل المكتبات المدرسية مساحات يأتي إليها الطلاب والتلاميذ بهدف التعلم والوصول للمصادر والمعلومات المختلفة، فهي تدعمهم وتوفر لهم المعلومات الصحيحة، والنشاطات التعليمية الممتعة، بالإضافة لكونها ملاذاً آمناً للتفكير والمشاركة.
والمكتبة المدرسية تجعل من الطلاب قراء جيدين ومتعلمين مدى الحياة، يمكنهم جمع وتقييم واستخدام المعلومات لإنشاء معرفة جديدة، لكن للأسف فإن مكتباتنا المدرسية لا تحظى بالاهتمام الكافي نظراً لميزانيتها التي لم تعد تكفي لسد النقص الحاصل في الكتب والمناهج.

اتهامات
ويرى بعض الطلبة أن عمل أمين المكتبة في المدارس يقتصر على توزيع الكتب فقط عند بداية العام الدراسي، يقول مازن – طالب ثانوي: لا يوجد أي كتاب في المكتبة يخدمه في دراسته أو يقدم له معلومة؛ مؤكداً أن حاجته للمعلومة تكون وهو في المدرسة يبحث عن المصدر الذي يريده لكن دون فائدة.
أما رشا – طالبة في الحادي عشر، فأشارت إلى أنها حاولت البحث عن مراجع لكتاب العلوم إلا أنها لم تفلح بإيجاده على الرغم من محاولات البحث عنه مطولاً، فاضطرت بعدها لسحبه عن طريق الإنترنت، وهنا تسأل: إذا كان الطالب يحضر المراجع والكتب ووسائل الإيضاح فما هو عمل أمين المكتبة؟

فقيرة للغاية
أمينة المكتبة في ثانوية راجح محمود أميرة زينب أثنت على دور المكتبة وفائدتها للطلاب، إلا أنه وبحسب قولها منذ خمس سنوات لم يتم تجديد المكتبة أو إدخال أي كتاب جديد إليها؛ وفيها حوالى ٨٦٢ كتاباً، ولكن ٧٠% من الطلاب يستخدمون معاجم اللغة العربية (فقط) للاستفادة منها.

رئيس شعبة المكتبات بالتربية: تخصيص ميزانية لتنمية مجموعاتها واختيار عناوين لـ٦٠ ألف كتاب للعمل على تأمينها

وأملت أمينة المكتبة زينب خلال حديثها مع “تشرين” أن يتم تحديث المكتبة لما فيه خير للطلاب وإغناؤها بالكتب العلمية والجغرافية وكتب الثقافة واللغة العربية بما ينسجم مع المناهج المطورة، فمعظم الكتب الموجودة لم تعد تلبي الغرض من وجودها الذي وجدت لأجله، فالمناهج اليوم مطورة واستنتاجية تعتمد على فهم الطالب؛ ولم تعد تقليدية بحاجة تلقين.
أما نورا عبد الله، أمينة مكتبة في مدرسة الباسل المختلطة حلقة٢، فقد بينت أننا قبل أن نتحدث عن المكتبة المدرسية علينا أن نفكر بوجود قاعة مطالعة للطلاب؛ وكتب محدثة تحاكي عمر الطالب ومستواه التعليمي، وأشارت إلى أن الكثافة الطلابية حولت معظم غرف المرشدين وأمناء السر والمكتبات لغرف صف، فالشعبة الواحدة فيها ما يقارب ٥٦ طالباً، أما فيما يخص المكتبة المدرسية فهي ركن مهم من أركان المدرسة وضلع أساسي فيها، إلا أننا حتى الآن مازلنا نفتقر إلى وجود الكتب الجديدة فيها، فمعظم مؤلفات المكتبة لدينا أصبحت قديمة لا تحاكي هذا الجيل أبداً، إلا أنني كأمينة مكتبة أقوم بتفعيلها والحديث مع الطلاب أثناء حصص الفراغ عن أهمية المكتبة المدرسية وما تقدمه للطلاب، وأتحدث معهم عن نوعية القصص التي يقرؤونها.
وتابعت: الطلاب يستعيرون الكتب العلمية الخاصة ( بمادة العلوم) لأن البعض يعتبرها صعبة؛ أما كتب الإعارة للمنزل فلا نعير أي طالب إنما الفائدة محصورة ضمن المكتبة فقط.
وتمنت عبد الله أن يتم إغناء المكتبة بنوعية كتب، فبحسب قولها: نقبل كل الكتب التي يتم إهداؤنا إياها من أي شخص كاتب أو مثقف أو صحفي نكتب عليها فقط إهداء من … إلى مكتبة مدرسة … وهكذا.

تطوير عملها
بدورها رئيسة شعبة المكتبات في وزارة التربية نور القاضي، أوضحت في تصريحها لتشرين أنه وانطلاقاً من تطوير العمل في المكتبات المدرسية وتأكيد أهميتها في العملية التعليمية لترسيخ المفاهيم التربوية المعاصرة من التعلم الذاتي والبحث المستمر وقيامها بوظائفها في التعليم والتثقيف وتفعيل أنشطة المكتبة المدرسية في المطالعة والإعارة والعمليات الفنية للمجموعات المكتبية وإتاحة مصادر التعليم وللارتقاء بعمل المكتبات المدرسية تربوياً وإدارياً وفنياً وتثبيت دور المكتبة المدرسية بالنسبة للمجتمع المدرسي والعملية التربوية، وافق وزير التربية على بنود خطة عمل تطوير المكتبات المدرسية للنهوض بواقعها وتطوير خدماتها لتحقيق التنمية المستدامة وهذه البنود تتعلق بتنظيم جولات ميدانية دورية للمكتبات المدرسية ومتابعة تفعيل أنشطتها من قبل شعب المكتبات في المحافظات.
وبحسب القاضي فإنه إضافة إلى ما ذكر، تم تفعيل لجنة الكتاب المدرسي في كل مدرسة للتعاون مع أمناء المكتبات في إشغال حصص الفراغ في المطالعة والقراءة والتعريف بمحتوياتها ومصادرها وأنشطتها وإشراكها في جميع المسابقات والمشاريع المتعلقة ( بالقراءة والمطالعة والبرامج الثقافية)، وكذلك تفعيل دور أمناء المكتبات في دعم مسابقات القراءة والمطالعة المحلية والعربية ( مسابقة تحدي القراءة العربي- لسان الضاد – القارئ الصغير – مسابقة القراءة والإبداع بدار الفكر) وغيرها من خلال أنشطة المكتبة وخدماتها وتشجيع عملية إعارة كتب المطالعة وتحفيز الطلاب على المشاركة.

ميزانية للمكتبة
وفي معرض حديثها ذكرت القاضي أنه تم تخصيص ميزانية للمكتبة لتنمية مجموعاتها وتزويد المكتبات المدرسية حسب احتياجاتها بمصادر تعليمية وثقافية وعلمية تساعد الطلاب على المطالعة وتتناسب مع المناهج التعليمية والفئات العمرية المناسب لكل مرحلة وتشجيع المجتمع المحلي للمساهمة حسب الإمكانيات المتاحة.

عناوين الكتب
وبحسب القاضي فقد تم التوجيه للتنسيق مع شعبة المكتبات في مديرية الإشراف التربوي لإعداد قائمة لعناوين كتب لتزويد المكتبات المدرسية وتم اختيار عناوين لـ٦٠ ألف كتاب للعمل على تأمينها عن طريق المنسق العام لتحدي القراءة.

مشاريع مقبلة
وختمت القاضي حديثها بالإشارة إلى أنه في الفترة القادمة سيتم التنسيق مع اتحاد الناشرين السوريين واتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة والجهات ذات الصلة لدعم المكتبات المدرسية بالمنشورات الصادرة عنها والتي تتناسب مع المناهج التعليمية والفئات العمرية، وكذلك يتم العمل حالياً على التنسيق والتعاون مع جامعة دمشق وجمعية المكتبات والوثائق السورية للتوجه نحو أتمتة وتطوير خدمات المكتبات وفق الأنظمة والبرمجيات المفتوحة لإدارة المكتبات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سيتم إطلاقها بالتوازي مع المنصة الوطنية للحماية الاجتماعية.. وزير الاتصالات والتقانة: منصة الدعم النقدي ستكون جاهزة خلال الأشهر الثلاثة القادمة بسبب ارتكاب مخالفات واقتراع الناخبين ذاتهم أكثر من مرة.. القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من مراكز حلب وريفها المقداد يعزي البوسعيدي بضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع في محافظة مسقط ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج