الأمطار الأخيرة تنعش البادية.. فهل تعيد ما أفسده الجفاف للغطاء النباتي وتحيي وجود الثروة الغنمية ؟

تشرين – محمد فرحة:

في منتصف التسعينيات، قدّمت الوكالة الدولية اليابانية للتعاون الدولي تقريراً للحكومات السورية، تذكر فيه أن سورية ومنطقة الشرق الأوسط، ستشهد مع مطلع الألفية الثانية موجة جفاف شديدة، ستؤثر على اقتصادها الزراعي ومصادرها المائية، لذلك عليها التركيز على قطاع الثروة الحيوانية، وتحديداً الغنمية منها، لما لهذا القطيع من دور كبير في إنماء الاقتصاد السوري.
ووفقاً للنبوءة اليابانية هذه، فقد تجلّى ذلك واضحاً، لما شاهدناه من موجات الجفاف خلال السنوات الثلاث الماضية، ومن متغيّرات مناخية متطرفة، أثّرت على كل اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط، ونحن جزء منها.
غير أن الثروة الغنمية التي كانت تنعش جزءاً مهما من اقتصادنا المحلي في تلك الحقبة، قد تلاشت بشكل كبير وواضح، ولم يبقَ من الـ١٨ مليوناً التي كانت في آخر عملية إحصاء مطلع عام ٢٠١١ ، أكثر من نصف هذا الرقم، يزيد أو يقل شيئاً بسيطاً اليوم.
مدير عام الهيئة العامة لتنمية البادية، الدكتور بيان العبد الله، ذكر لـ”تشرين” أن الشيء الوحيد الذي يحيي آمال المربين للثروة الغنمية في البادية هو الهطولات المطرية هناك، وهذا ما سيحدث في العام الحالي، حيث شهدت مناطق البادية هطولات مطرية مميزة بعد غياب لسنتين من الجفاف، أفقدت العديد من مواقع البادية إلى الكلأ وهددت العديد من النباتات الرعوية بالانقراض.
وتطرق العبد الله إلى أن الأمطار التي هطلت هذا العام، وتحديداً قبل أيام، أنعشت البادية والمربين في آن معاً، فكل الدلائل تشي بأن واقع البادية اليوم، سيكون أفضل من الأعوام السابقة، لجهة عودة الغطاء النباتي، وبالتالي وجود المراعي الطبيعية هناك، وهذا ما افتقده المربون طوال السنوات الماضية، كاشفاً أن ملامح عودة هذه النباتات، تبشر بها بل بشرت، وبدت واضحة بعودة الغطاء النباتي إلى البادية.
وأشار إلى أننا مازلنا في بداية فصل الشتاء، آملين بمزيد من الهطولات المطرية، لما فيه الخير والفائدة لقطاعنا الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، حيث يوفر على المربين شراء المادة العلفية، التي كانت سبباً في تقلص أعداد الثروة الغنميّة .
بالمختصر المفيد: يشكل قطاع الثروة الحيوانية جزءاً مهماً من اقتصادنا المحلي، وكلنا يذكر ما كان يتم تصديره من ذكور أغنام العواس، ويدرّ ملايين الدولارات على الخزينة العامة، زد على ذلك ما كان لدينا من أصواف تكفي لتشغيل شركة أصواف حماة، التي كانت تزوّد بها معامل السجاد، والتي افتقدناها اليوم، وباتت شركة أصواف حماة تشتغل للغير، وبعودة الهطولات المطرية للبادية، يعني ذلك عودة الخير والأمل للغطاء النباتي هناك، وازدهار المراعي وإنعاش مربّي الأغنام الذين بقوا وقطعانهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار