مناورة للهروب من ارتفاع أسعار الأدوية..كنز غذائي رخيص في بيوت السوريين

تشرين- إلهام عثمان:
تحتوي الحبوب وخاصة المبرعمة منها على فوائد كثيرة، وهي متوافرة في كل منزل وفي جميع الفصول، إلّا أنّ أهميتها تبرز أكثر في فصل الشّتاء، كما تستخدمها ربات البيوت كوجبات لذيذة تقدّمها لأفراد عائلتها بأشكال مختلفة بما لذّ وطاب، لغناها بالعناصرالمفيدة، فهي تشكّل منافساً بديلاً وقوياً بأهميتها عن الأدوية الكيميائية، التي قد تصل تكلفة الزجاجة منها أحياناً لما يعادل راتب شهري لموظف إن لم نقل أكثر.

إختصاصي جلدية: ليس هناك حاجة إلى المساحيق التجميلية بوجود قشور القمح

وأدى الارتفاع في أسعار الأدوية، والذي قسم ظهر المواطن البسيط، وخاصة في الفترة الأخيرة، إلى أن يفكر بعضهم بحلول بديلة ومنها الحبوب المبرعمة، فهي تنقذ وتستر جيبه الخاوي، ناهيك بأنّ هذه الحبوب ليس لها تأثيرات جانبية كالأدوية الكيمائية، لتصبح خيرهبة تمنحنا إياها الطبيعة.
يؤكد الطبيب محمد النابلسي اختصاصي جلدية لـ”تشرين” أنه يناهز الـ71 من العمر، وهو لا يزال يستخدم لبشرته منقوع النخالة “قشور القمح”، ويقول: ليس هناك حاجة إلى المساحيق التجميلية بوجود قشور القمح.
بينما أضافت ماجدة العمري ذات الـ 47 من العمر، أنها تستخدم الحبوب المبرعمة منذ سنوات ليست ببعيدة، وقد لاحظت تحسناً ملحوظاً في صحتها بشكل عام، ولم تعد تشعر بالوهن الذي كان يعتري جسدها النحيل، مؤكدة أنّه كنز موجود في كل المنازل، وعلى ربات البيوت أن تدركن أهميته لما يحتويه من عناصر غذائية تفيد وتقي جميع أفراد العائلة من أمراض العصر.

فوائد الحبوب المبرعمة:
يحتوي القمح المُبرعم على فيتامينات عدة منها “فيتامين ج، فيتامين أ، فيتامين هـ، فيتامين ك، ب2، فيتامين ب5، فيتامين ب6 وغيرها، حسب رغداء خيربك خبيرة تنموية زراعية، والتي أكدّت في تصريحها لـ”تشرين” أنّ جميع الحبوب يمكن برعمتها، ولها فوائد كبيرة جداً تغني الجسم بعناصرغذائية يعجز اللسان عن وصفها، مثل العدس والحمص والشعير والسمسم والصويا، مبيّنة أنّ المبرعمات النباتية سهلة الهضم، وسريعة الامتصاص، وغناها بالعناصر المهمة ومنها: الزنك، وفيتامين ج، والحديد، والذي يتربع على عرش الحبوب بفوائده الكبيرة، هو القمح المبرعم، الذي يقي من مشاكل الهضم والأمراض الجلدية، وينظف الجسم من السموم المتراكمة في الخلايا، كما يعمل على التخفيف من الإجهاد والتوتر النفسي، ويزيد مناعة الجسم، ويساعد في معالجة العقم وزيادة القدرة الجنسية والخصوبة، وتنشيط الغدة الدرقية، ويساعد النساء في الوقاية من هشاشة العظام، وجفاف الغضاريف، وكما يحدّ من السرطانات، الزهايمر والضعف والوهن، القرحة، السكري، الكبد، ويعمل على ترميم الجروح.

خبيرة: لكونه نباتياً فهو سهل الهضم، ويمدّ الرياضيين بالطّاقة

وأشارت خيربك إلى أنّ من فيتامينات القمح المبرعم وأهمها “فيتامين E “ويُسمّى بصانع المعجزات، فهو يسهم في خفض الإصابة بأمراض القلب خاصة عند النساء، ويساعد على تنشيط الدورة الدموية وإزالة الجلطة في الشريان الإكليلي ويعالج دوالي الأوردة، كما أنّه مضاد للتأكسد وذلك لقدرته على تعويض التلف الذي يحدث بسبب الشحوم المتعددة غير المشبعة، هذا الفيتامين يتضاعف في حبوب القمح 300% في عملية الاستنبات، أما فيتامينB1، فله دور كبير في عملية التحويل الغذائي من أجل توليد الطاقة اللازمة لجسم الإنسان، ويساعد على هضم الكربوهيدرات، وهو أساسي جداً في وظائف الجملة العصبية وعضلات القلب، ويقوي الذاكرة ويعطي للبشرة والجلد حيوية ونشاطاً ويوازن الشهية للطعام، ولا يمكن أن ننسى الأملاح المعدنية في القمح المبرعم: الكالسيوم – الحديد – البوتاسيوم – المغنزيوم – المنغنيز – الزنك – النحاس – الصوديوم – الفوسفور، حسب رأيها، وتحدثت عن أهمية الأنزيمات في القمح المبرعم، والتي تعمل على هضم البروتين، الذي يسبب نقصه القلق– انخفاض في سكر الدم– أمراض الكلى– احتباس السوائل في الجسم– انخفاض القدرة المناعية– الإصابة بالبكتريا والفيروسات– الإصابة بالسرطان– التهاب الزائدة– مشاكل عظمية.
ومن الأنزيمات “أنزيم أميلاس، ليباز، سللوز، فيتاز”، إضافة إلى أنزيمات أخرى.
بروتين بديل:
وأوضحت خيربك أنّه يمكن تناول البروتين عن طريق القمح المبرعم بدلاً من المنتجات الحيوانية، والسبب عدم وجود الكولسترول في هذا المستنبت على عكس المنتجات الحيوانية والتي تحتوي على نسب عالية من الكولسترول، مؤكدة إنّ كمية البروتين تزداد بنسبة عالية عند استنبات القمح، حيث يتحول البروتين من الصيغة المعقدة إلى أحماض أمينية بسيطة تسهل عملية هضمها، وهذا يساعد الرياضيين على وجه الخصوص والذين يتطلب عملهم جهداً عضلياً، وهو ضروري من أجل النمو وتطّور الخلايا في الجسم.

فوائدها تطول المزارعين ويمكنهم استخدامها كعلف لحيواناتهم

ولكونه نباتياً فهو سريع الهضم، ويساعد الرياضيين أثناء تدريبهم، لذا من المناسب تقديمه في وجبات طعامهم، فهوغني بالبروتين والعناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن، كما يزودهم بطاقة عالية ويزيد من قدرة تحملهم، ويرفع من مناعة أجسامهم.
التركيب الكيمائي للحبة الكاملة:
تحتوي حبة القمح على فوائد جمّة، إلّا أنّ تلك الفوائد تكون أكبر إذا كانت كاملة مع القشرة، وفق رأي الخبيرة، فالقشرة تحتوي على فيتامين ب1، ب2، ب6، ب12، لذلك فإنّ تناول الخبز الأسمر يجعل الجسم بعيداً عن الأمراض، كمرض التهاب الأعصاب، ويزيد من قوة الإخصاب والقدرة الجنسية، كما شددت على أنّ الخبز والدقيق الأبيض خالٍ من تلك الفيتامينات.

فوائد المبرعم للأطفال:
وتؤكد خيربك أنّ فوائد القمح المبرعم للأطفال لا تعد ولا تُحصى، حيث إنّه يعزز نمو الأعضاء والعظام ويدعم النمو العقلي، ويساعد أيضاً في تعزيز الذاكرة وتقوية الجهاز العصبي للطفل لاحتوائه الغني على العناصر الغذائية، لذلك هو خيار مناسب ومثالي لتوفير التغذية اللازمة للأطفال من أجل زيادة النشاط والرغبة في الدراسة، وبالتالي ارتفاع تحصيلهم الدراسي.

طريقة استخدامه:
وشددت الخبيرة على أنّه عند استخدام القمح المبرعم لابدّ من الالتزام”بالوقت” من قِبل الأشخاص دون سن الـ50، فيجب أن يُستخدم لمدة 3 أشهر متواصلة فقط ومن دون انقطاع، ومن ثم يُؤخذ استراحة لمدة شهر أو اثنين، ثم نعود لاستخدامه من جديد، أمّا بالنسبة للأشخاص فوق سن الـ 50، فيمكنهم استخدامه مدى الحياة من دون أخذ استراحة، ومن جهة أخرى نبهت أنه عندما نترك القمح المبرعم يجب أن يتم ذلك بشكل “تدريجي” وليس دفعة واحدة، فهو شبيه الكورتيزون في آثاره السلبية على الجسم إن تُرك فجأة.
فمثلاً: في الأسبوع الأول تُؤخذ الحبوب المبرعمة 4مرات، بينما في الأسبوع الثاني 3 مرات، وفي الأسبوع الثالث 2 مرة، وتناول القمح المبرعم يجب أن يكون صباحاً وعلى الريق، من 1-2 ملعقة، والوجبة الثانية في فترة الظهيرة.
كما نوهت بأنه يجب مضغه بشكل جيد جداً حتى يصل حد الذوبان في الفم.

محاذير:
وحذرت خيربك من أنّ بعض الأشخاص لديهم حساسية من القمح أو يعانون مشاكلاً في الجهاز الهضمي، لذلك ينبغي أن نتعامل مع المبرعم بحذر.

طريقة الاستنبات:
ينبت القمح المبرعم عند وضع بذور القمح في بيئة رطبة، وتحتاج عملية الإنبات فترة تتراوح بين 3-7أيام، حتى يتبرعم القمح، حيث تظهرعلى هيئة إنباتات صغيرة الحجم لم تنضج بما فيه الكفاية بعد لتصبح نباتات قمح كاملة.
وأثناء نمو القمح المبرعم، وفق رأي خيربك، يحصل جنين البذرة على التغذية اللازمة لنموه من سويداء البذرة، وأثناء عملية النمو تتفكك وتتحرر بعض المواد النشوية الموجودة في حبوب القمح، ما يسهّل قدرة الجسم على هضم القمح المبرعم مقارنة بقدرته على هضم حبوب القمح الكاملة، وتتحلل مادة الفيتات (Phytate) وهي نوع من الأحماض قد يقلل من قدرة الجسم على امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن من بذور القمح.
وهنا تؤكد خيربك أنّ القمح المبرعم يبقى صالحاً للاستخدام من 5-7 أيام، إلّا أنّه يكون في ذروة عطائه للفيتامينات في الأيام الخمسة الأولى، ومن ثم تبدأ فائدته بالتدني، لذا وجب تجهيز كمية بديلة ولا سيما أنّه في اليوم الخامس تعطي الحبوب المبرعمة مذاقاً حلواً، وهنا يجب التوقف عن تناوله، ففي هذه المرحلة تتحول النشويات إلى كربوهيدرات، وبالتالي يبدأ بفقدان الفيتامينات.

علف للمواشي:
ومن الجدير ذكره أنّ فوائد الحبوب المبرعمة لا تقف عند الإنسان فقط بل طالت الحيوان، حسبما أكدته خيربك، فأصبح بإمكان المزارعين استخدامها كعلف للحيوانات، فهي غذاء غني جداً بالعناصرالغذائية، لقدرتها المذهلة على الحفاظ على صحة ونمو المواشي ووقايتها من الأمراض، وقدرتها على زيادة الحليب ومن تلك الحبوب “الفصة، الشعير، الحلبة”.
وختمت الخبيرة: يُشترط عند اختيار الحبوب المراد برعمتها أن تكون صالحة للزراعة، أيّ كل حبة توضع في التربة وتسقى، ومن ثم تنبت تكون صالحة للبرعمة، لا يهم إن تكون الحبة المراد برعمتها قاسية أو طرية، ويجب ألّا تكون معالجة كيميائياً بهرمونات أوغيرها، كما يفضل الحصول على الحبوب التي يكون مصدرها أرضاً لم يتم تسميدها ولم تطولها مبيدات حشرية نتيجة الآفات، حيث تكون فوائدها أكبر.
أما في حال لم يُستحب طعمه فتضاف له قطعة فاكهة أو تمر، وتؤخذ الوجبة الصباحية بعدها بنصف ساعة.