أربعة أيام لها ما بعدها.. فإما تمديد وإما تصعيد.. الكيان يداري هزيمته.. وواشنطن ستجره نحو مزيد من الهدن وصولاً لإغلاق ملف الأسرى و«الحرب»

تشرين – مها سلطان:
أربعة أيام لها ما بعدها.. فإما تمديد وإما تصعيد، وفيما الانتظار سيد الموقف هذا اليوم بانتظار البدء بتنفيذ الهدنة التي تم الإعلان عنها صباحاً، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لأربعة أيام يجري خلالها تبادل أسرى، فإنه من المنتظر أن تكون هذه البداية ظهر غدٍ الخميس مع احتمال ارتفاع العدد المتفق عليه لناحية أعداد الأسرى خصوصاً الأسرى الفلسطينيين، حيث من المتوقع أن يصل العدد إلى 300 أسير، ومع احتمالية تمديد الهدنة فمن المتوقع أن يتضاعف أيضاً.
هذه الهدنة التي لاقت ترحيباً واسعاً، خصوصاً من الجانب الأميركي، يغلفها قدر لا بأس به من التفاؤل سواء لناحية التنفيذ أو لناحية التمديد، ومن غير المتوقع أن يتم خرقها من قبل الكيان الإسرائيلي وإن كان قبوله بها جاء إذعاناً واستسلاماً منه لحقيقة أنه لن يحقق أي انجاز أو يحرر أي أسير من دون الرضوخ في نهاية المطاف لما تريده المقاومة الفلسطينية.
ورغم أن الكيان هدد بالعودة إلى استكمال عدوانه على قطاع غزة بمجرد انتهاء الهدنة، إلا أن تطورات أيام الهدنة هي من ستحدد، حيث سيكون هناك مجال أكبر للسياسة لتفعل فعلها في سبيل وقف الحرب، ويبدو أن هذا ما تريده الولايات المتحدة في هذه المرحلة، حيث لا يزال مسؤولوها يجولون في المنطقة في سبيل عدم توسع التصعيد إقليمياً، وفق ما تعلنه الإدارة الأميركية نفسها.
وحسب توقعات فريق واسع من المراقبين، فإن الولايات المتحدة ستعمل على دفع الكيان الإسرائيلي باتجاه تمديد الهدنة إلى سلسلة هدن على عدة أيام وصولاً إلى إغلاق ملف الأسرى الموجودين لدى المقاومة، وفي نهاية هذه الهدن فإن العودة إلى العدوان لن تكون متيسرة بالنسبة للكيان في ظل رغبة واشنطن الواضحة بالتهدئة في المنطقة، لأسباب عدة؛ أولها أن جبهات المقاومة في المنطقة لا تزال تتريث وتتعامل مع الكيان وواشنطن من زاوية إعطائهما المزيد من الوقت للتباحث وإعادة النظر، فإذا لم يتوقف العدوان فعندها يكون لجبهات المقاومة حديث ميدان آخر، وهو ما باتت تدركه واشنطن جيداً كما تدرك قدرة هذه الجبهات على خوض الحرب الموسعة والفوز فيها..
وثاني الأسباب يتعلق بالعودة إلى ميدان أوكرانيا، حيث يبدو هذا الميدان قاب قوسين من التفلت كلياً من بين يدي واشنطن، وبالنسبة لواشنطن فإن المواجهة مع روسيا في ميدان أوكرانيا لها الأولوية، فإذا ما انتهت منها عادت إلى ميدان المنطقة، وفق استراتيجيات حرب جديدة.
وثالث الأسباب، هو العالم الجديد الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جو بايدن قبل نحو شهر من الآن، على أن يكون بقيادة الولايات المتحدة التي ستعمل على تشكيله وفق حلفاء جدد، وقواعد عسكرية اقتصادية جديدة، ولأنها هذه السيطرة بوابتها المنطقة، ولأن روسيا لا بد من تحييدها، إفساحاً في المجال لهؤلاء الحلفاء الجدد وفي مقدمتهم الهند، فإنه لا بد من تهدئة ميدان المنطقة، والبداية من هدنة الأيام الأربعة.
ومع انتظار بدء الهدنة، يتأهب جيش من الصحفيين لدخول قطاع غزة، ونقل ما اقترفته آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية بغزة وأهلها، من فظائع وجرائم إنسانية، ولكن لا نعتقد أن الكيان الإسرائيلي يقلق من هذا الأمر مادام أنه بعيد عن كل محاكمة أو مساءلة دولية، كيف لا وهو الذي استمر في عدوانه على غزة لـ47 يوماً بغطاء أميركي عسكري ومالي وسياسي، بل إن إدارة بايدن كانت تدير الحرب على الأرض، وتمنع وقفها وإدانتها، فإذا كان نجحت في ذلك طيلة شهر ونصف الشهر من العدوان فإنها أيضاً لا بد من أنها ستمارس أقصى حد من الضغوط في سبيل عدم إدانة الكيان الإسرائيلي عندما تكشف عدسات المصورين ما خلفه الكيان من دمار وموت في غزة.
تستطيع الولايات المتحدة فعل ذلك بالتأكيد وحماية الكيان من الإدانة والمحاسبة، لكنها بالمطلق لا تستطيع أن تقول إنه انتصر في غزة، أو إن الرضوخ للهدنة في نهاية المطاف ليس هزيمة بمواجهة المقاومة الفلسطينية، أو إن هذه الهزيمة لا تنسحب عليها أيضاً.. الكيان وواشنطن في هذه الهزيمة سواء بسواء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات إرساء القواعد لنظام اقتصادي يهدف إلى تحقيق الحرية الاقتصادية.. أكاديمي يشجع على العودة نحو «اقتصاد السوق الاجتماعي» لتحقيق التوازن بين البعد الاجتماعي والاقتصادي