لُعبة الشهادة
تشرين- ادريس هاني:
وعلى الرغم من الحريق
الحريق.. الحريق
لاحت بهية الطّلعة
في غنج فريد
غيداء ممشوقة القدّ
في خدر الكون مصونة
تُزفُّ للسماء مُكرّمة
وبعين الرّب تحترق الشموع
في مُصلاّك المتيم بالشهادة
غزّة هاشم والمآقي خصبة
تبكيك من كل صوب دماً
والعويل من تحت الرماد
وريح الوغى صرصر
هيجاء كاسحة موّارة
تمتشق الأطفال والعصافير
من فوق السطوح والحقول
في هدير ليل حارق
»رفقة السّلاح والقمر*«
من ذا الذي غرق في الآخر؟
الموت فيك أم أنت فيه؟
+ + +
اشتاقت الثكلى لزرقة السماء
والنجوم الثاقبات
لصمت (موحي) كالأساطير
وليل هادئ ديجور
غزّة وحدها (تشهق) ألما
في فنائك عُرس دم موصول
ومأتم جنائزي حزين
أنت يا روعة الفداء«تقبُريني»..
أنت مشتل الزهور والشُّهدا
آنستِ بالرّدى أُنسهم بالحياة
الوحش كاسر وأنت الصُّمود
أنت ما تبقى من أمل رضيّ
فلذة ضمير (وزبرة) معنى
ليلك اليوم كنهارك
مدينة الأضواء في عالم بهيم
مِسك الكفاح وجمالية التضحية
دُعابة الأطفال وشِعرية الشهادة
غزة الشّامخة، دمت للكفاح أيقونة
وللتّاريخ حكاية أخرى
ترويها الأمهات بحبور
على طريق العودة ومسراها