“مغامرة توثيق في الحرب السورية” وتوقيع كتاب “العناقيد الأخيرة” للكاتب والمخرج السينمائي وليم عبد الله

تشرين – ثناء عليان:

“مغامرة التوثيق في الحرب السورية” كان عنوان المحاضرة التي ألقاها الكاتب والمخرج السينمائي وليم عبد الله بدعوة من جمعية العاديات في صافيتا، والتي تحدث فيها عن أهمية التوثيق في حفظ تاريخ وذاكرة المجتمعات، وعن بدايته من العصر الحجري وحتى عصرنا هذا، مبيناً أن الإنسان الأول قام بتوثيق الأدوات الحجرية التي استخدمها في صيد الحيوانات من خلال رسمها ونحتها على جدران الكهوف، كما قام بتوثيق الحيوانات التي اصطادها، وأشار إلى أن هاجس التوثيق انتقل إلى اختراع الكتابة والتي كانت وظيفتها الأولى توثيق ما يفعله الإنسان، ولاحقاً وسيلة متداولة بين كل طبقات البشر بعد قيام الأوغاريتيين بتطوير الكتابة وجعلها متاحة لكل طبقات المجتمع.

وكان المثال الأهم لنزعة الإنسان إلى التوثيق –حسب عبد الله- قيام هانيبال – بعد خسارته المعارك الأخيرة- بالانزواء في أحد الأماكن وكتابة كل ما جرى معه خلال فترة حروبه، وكيف استعمل قواه وخبراته في حروبه ضد الرومان.

مغامرة وغرق بمتاهة الفيسبوك

وفي حديثه عن توثيق الحرب السورية أكد عبد الله أن التوثيق كان ضرورة أكثر منه غاية، فهذه الحرب كانت تنبئ بطول استمرارها وبضخامة دمارها، لذلك كان لابدّ من توثيق ما يحدث للأجيال القادمة، وما يعطي توثيق الحرب السورية صفة المغامرة هو صعوبة الحصول على المعلومة، وفي الوقت نفسه ما هو إيجابي بمكان ما هو سلبي بمكان آخر، والسبب هو التضليل الإعلامي الكبير الذي اجتاح عقول الناس وضعف مواجهة هذا التضليل، لاسيما بعد إغراق الناس بمتاهة الفيسبوك وأخباره غير المسؤولة التي ينشرها أيّاً كان، دون دراية أو خبرة بآلية كتابة الخبر وأسبابه.

وبيّن عبد الله أن التوثيق الذي عمل عليه كان من نوع مختلف، إذ اعتمد على التوثيق الروائي وسرد القصص لإيصال المعلومة، وذلك بهدف جعلها أكثر قابلية للقراءة وتعطي القارئ إحساساً أنه يقرأ رواية أو حكاية شعبية من جهة ومن جهة أخرى يتشرب المعلومة التوثيقية بشكل لطيف و غير مباشر.

قصة الأقزام

وتطرق صاحب الكتاب التوثيقي “العناقيد الأخيرة” لإشكاليات التوثيق، ولحكاية الأقزام الذين ظهروا في ريف اللاذقية في عام 2014 وقاموا بقتل العديد من الجنود وسط الضباب الكثيف الذي كان يغطي تلك المنطقة، وبعد سنوات من البحث عن تفاصيل حكاية الأقزام والتي لم يقتنع الناس برواية الجنود لها، وصل والكلام “لعبد الله” إلى معرفة أصل هؤلاء الأقزام، مؤكداً أنهم كانوا من “الإيغور” وهم بالأساس شعب قصير القامة، تمّ تجنيد المئات منهم وتدريبهم بشكل كبير على أيدي الاستخبارات التركية والأميركية وانتقاء الأقصر قامة، لينفذوا هجوم ريف اللاذقية بهدف دبّ الذعر بين الجنود وسط الضباب الكثيف وبنفس الوقت تشويه شهاداتهم بين الناس، لأن فكرة الأقزام ستكون غير مقبولة عندهم، وهكذا ستصبح كل شهادات الجنود في المعارك قابلة للشك فيما بعد.

مفقودون ولكن أحياء

وتحدث عبد الله عن قصة “المسير” وكيفية انسحاب جنود الفرقة 17 في ريف الرقة والطريق الخطاً الذي سلكوه وضياعهم وتشتتهم في الصحراء، وفقدان الاتصال بهم وكيف قامت بعض القرى باستضافة بعضهم وتأمين الحياة لهم بشكل سري وخاصة المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، مؤكداً أن هناك الكثير من التفاصيل التي تثبت أنّ بعض المفقودين مازالوا على قيد الحياة حتى هذه اللحظة، وهذا ما أعطى أملاً جديداً عند الذين فقدوا أحد أفراد عائلتهم في الحرب، وطبعاً هذا الأمل- حسب عبد الله- لم يأت ِمن فراغ بل من قصص كثيرة حدثت وعاد أبطالها إلى الحياة بعد أن أعتقد ذووهم بأنهم شهداء منذ زمن بعيد.

وفي ختام المحاضرة قام الكاتب والمخرج وليم عبد الله بتوقيع كتابه “العناقيد الأخيرة” إصدار دار دلمون للنشر يضم حوالي ستين قصة توثيقية من الحرب السورية، كما كتب مقدمة الكتاب الباحث والكاتب “نارام سرجون” .. يشار إلى أن ريع الكتاب يعود للجرحى من الجيش العربي السوري وضحايا الزلزال.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
إصابة مدنيين اثنين جراء عدوان إسرائيلي استهدف منطقة القصير بريف حمص (وثيقة وطن) تكرم الفائزين بجوائز مسابقة "هذه حكايتي" لعام 2024..  د. شعبان: هدفنا الوصول لحكايا الناس وأرشفة القصص بذاكرة تحمل وطناً بأكمله معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه سورية تترأس اجتماع الدورة السادسة للمجلس العربي للسكان والتنمية في القاهرة الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان