الزواج من مهنة واحدة.. نعمة أم نقمة؟

تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
حين يفكر رجل ما باختيار ابنة الحلال ربما يقوده الحظ إلى امرأة مثله تمارس العمل ذاته، عندها تنفرج أساريره، فقد وجد ضالته، زوجة تفهم مشاكله التي هي أصلاً مشاكلها ماداما ينتميان إلى المهنة ذاتها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى خلق لغة مشتركة أساسها الثقة والحب المتبادل والنجاح في العمل.
ولكن هل يتفق الجميع على ذلك؟.. الجواب: لا بالتأكيد، فهناك من يرى في مثل هذا الاختيار نقمة حقيقية، ويفضل الزوجة من غير وسطه الوظيفي، وهناك من يرى أن الزوجة «مكانها البيت ترعى زوجها وأولادها»، فالرجل خلق للعمل والمرأة للبيت، ويرى البعض أن الزواج من وسط وظيفي واحد يخلق الألفة والمحبة والانسجام، خاصة إذا كان الزوجان في مستوى علمي ثقافي واحد، فهما يتجنبان الكثير من المتاعب والاختلافات التي قد تحدث في بيوت أخرى تختلف فيها المستويات الوظيفية، وهذا ما حدث مع الكثيرين، وبالتالي فإن السعادة الزوجية هي التي تذيب الفوارق بين الزوجين داخل البيت وخارجه.
لكن بعض الباحثين في مجال الأسرة يرون أن الزواج من مهنة واحدة يخلق مشكلات عديدة داخل الأسرة والبيت الواحد -كأن يتزوج المدرّس من مدرّسة، والطبيب من طبيبة، والمهندس من مهندسة، أو أي مهنة واحدة- وذلك للاعتبار الآتي أن «الأسرة عندما يكون فيها الزوج طبيباً مثلاً والزوجة مهندسة تكون أكثر فائدة للأبناء، لأنه بذلك ستتوسع اهتمامات الأطفال وتزداد معارفهم، هذا إضافة إلى أن العمل في المهنة ذاتها يولّد شعوراً بالروتين والرتابة قد ينعكس سلباً على الاهتمام بالزوجة إذا كانت من اختصاص الرجل نفسه»، أما في المناطق الريفية فقد تقلّ الفوارق تماماً في الأسر، فالزوج والزوجة لا يبحثان عن المهنة، بل العمل المشترك في الحقل أو البيدر رغم قساوة المناخ، والتعاون في تربية الأطفال رغم بساطة الحياة.
وأخيراً فإن الزواج يراه البعض في مجتمعنا نعمة، وآخرون يرونه نقمة لظروف شتى، لكن يظل الحب والتفاهم والتضحية المتبادلة الأساس الذي لا يهتزّ.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار