«الأمير والحوت الزهري» قصة للأطفال لأمين الساطي

تشرين- أحمد محمود الباشا:
بعد سلسلة من مجموعاته القصصية الطويلة والقصيرة التي اتسمت بالخوف والرعب والأوهام حينا،ً وبالخيال والأحلام والتهيؤات حيناً آخر، بدأ الكاتب أمين الساطي بالكتابة للأطفال من خلال قصته الجديدة الموجهة لهم، وهذا أول عمل قصصي يخصصه للأطفال وأول إصدار له يكتب به عن الأطفال بعنوان: (الأمير والحوت الزهري)، وقد جاءت بالخط الكبير والواضح ليتمكن الطفل من قراءتها بسهولة ويسر، حيث جاءت في عشرة فصول ودعمها بالصور الملونة التي أغنت القصة بلوحاتها المعبرة.
وملخص القصة أنها تتحدث عن ملك لجزيرة اسمها مرجان أقام في قصره حفلة كبيرة بمناسبة عيد ميلاد ابنه الأمير يودا ووضع بالحفلة كعكة كبيرة عليها إحدى عشرة شمعة تبين عمر الأمير، وعلى ظهرها حوت زهري صغير من البورسلين الذي يشير إلى أن الأمير من مواليد برج الحوت وأخذ الأمير تمثال الحوت وعانقه طوال الليل وظن أن هناك علاقة تربطه بهذا الكائن البحري، وسأل أستاذه عن هذا الحوت فأخبره أنه حيوان بحري يشبه السمكة بشكله الخارجي، لكنه مثل البشر يمتلك رئتين يتنفس منهما الهواء ويغوص تحت الماء ثلاثين دقيقة وأن أمات الحيتان تلد وترضع صغارها حليبا تدره هي، وأدرك الأمير يودا أن الحيتان تشبه البشر كثيراً وازداد حبه لها. وعرف أنها ذكية جداً وأن هناك أنواعاً كثيرة منها وأن أكبرها هو الحوت الأزرق الذي يبلغ طوله /20/ متراً. وازداد الأمير تعلقاً بالحيتان أكثر فأكثر، وقرر أن يذهب إلى البحر ويحاول أن يرى هذه الحيتان عن قرب.
وبدأ رحلته مع الحصان برونو الذي أوصله إلى شاطئ البحر, ليلتقي بصياد يسأله عن السفينة التي تبحر في عمق البحر لصيد الحيتان وبيعها، فأجابه بعد أن حصل على قطعة ذهبية وأرشده إلى مكان وجود تلك السفينة وأخبره بأن قبطانها أعور يدعى كريستوفر ولديه عدد من البحارة يساعدونه في هذا العمل، وبعد أن وصل إلى السفينة وقبطانها دار حوار بينهما كي يأخذه معه في رحلة صيد الحيتان، وبعد تردد القبطان في أخذه معه لأنه طفل صغير، أخرج الأمير من جيبه خاتماً ذهبياً مرصعاً بالماس وأعطاه للقبطان كريستوفر فوافق فوراً على اصطحابه معه.
وفي الصباح أقلعت السفينة الشراعية مارغريتا إلى عرض البحر وعليها الأمير يودا.
وشعر الأمير بكراهية شديدة لهؤلاء الصيادين البحارة لهيئتهم وملابسهم القذرة والقبعات المرسوم عليها جماجم ومعظمهم قد قطعت أيديهم أو أرجلهم بسبب المعارك الحربية.
ومع مرور الوقت ازدادت كراهيته لهؤلاء البحارة الأغبياء لأنهم لا يفكرون بالحيوانات والكائنات الحية التي تعيش وتربي أولادها في مياه البحر، ويهددون حياتها، لقد فقدوا الإحساس بالرحمة والحب.
ووجد هؤلاء البحارة حوتاً مع صغيريه فحاولوا قتلها فانتبه إليهم الحوت الكبير وأطلق الأمير قذيفة مدفع لينبه الحوت الكبير إلى ذلك ويحذره، فدافع الحوت بضراوة وضرب القوارب الصغيرة والصيادين البحارة الموجودين فيها، ومن ثم عاد الأمير وأطلق قذيفة أخرى من المدفع الثاني الموجود في مؤخرة السفينة، فانقض الحوت على السفينة ودمرها وأغرقها وشتت البحارة الذين على ظهرها، وعرف الحوت من خلال نظرات الأمير الصغير أنه هو الذي حذّره ونبهه إلى ذلك فاقترب منه ونزل تحت الماء وأركبه على ظهره وسار به إلى أن اقترب من الشاطئ، ومن ثم عاد إلى قصر والده واجتمع مع إخوته و والده، وأقرّ بأنه أخطأ بعدم الحصول على إذن من أجل الذهاب لرؤية الحوت الزهري، وكان عليه ألّا يذهب إلّا بمعرفة والده الملك ويخبر عائلته.
وكانت هذه القصة الموجهة للأطفال فيها الكثير من العبر والدروس في التنبيه وأخذ الحيطة والحذر والحب والكراهية والمساعدة والتعايش والحفاظ على الكائنات الحية سواء البحرية أم البرية، وتعدّ هذه القصة بداية جيدة في ظل تخصيص الكاتب أمين الساطي حيّزاً من أعماله للأطفال، آملين تقديم المزيد منها لهم.