مؤسسات الحسكة تحذر من استلام أي كمية بذار من الاحتلالين الأميركي والتركي.. إقبال على زراعة القمح والشعير في المحافظة بعد الأمطار الأخيرة

تشرين – خليل اقطيني:
دفعت الأمطار التي شهدتها محافظة الحسكة مؤخراً، فلاحي المحافظة ومزارعيها إلى الإقبال على زراعة محاصيل الحبوب الشتوية، وخاصة محصولي القمح والشعير للموسم الحالي 2023/ 2024.
وذكر مدير الزراعة المهندس علي الخلوف الجاسم أن المساحة المزروعة بالقمح بلغت حتى الآن
9570 هكتاراً؛ منها 3200 هكتار مروي و 6370 هكتاراً بعلاً. وبلغت المساحة المزروعة بالشعير 5820 هكتاراً؛منها 825 هكتاراً مروياً و 4520 هكتاراً بعلاً و475 هكتاراً رعوياً.
مبيناً أن عمليات الزراعة بدأت في المنطقتين الجنوبية والجنوبية الشرقية من المحافظة، ثم ستمتد إلى المنطقتين الشمالية والشمالية الشرقية، اللتين تتأخر فيهما زراعة المحاصيل الشتوية إلى نهاية الموعد الأفضل للزراعة، الذي بدأ من منتصف تشرين الثاني الحالي حتى بداية كانون الثاني القادم، وذلك لأن كمية الأمطار الهاطلة تصبح أعلى، الأمر الذي يسمح بظهور النباتات الضارة، ما يتيح الفرصة لتنظيف الأراضي الزراعية والحقول منها وتهيئتها للزراعة.
وأوضح الجاسم أن الخطة الزراعية المقررة للموسم الحالي في محافظة الحسكة تتضمن زراعة 523822 هكتار قمح، منها 93130 هكتاراً مروياً و 430692 هكتاراً بعلاً، وبالشعير تتضمن الخطة زراعة 352807 هكتارات، منها 21930 هكتاراً مروياً و 330877 هكتاراً بعلاً. كما تتضمن زراعة 55600 هكتار عدس، منها 5600 هكتار مروي و 50 ألفاً هكتاراً بعلاً.
لافتاً إلى أن الخطة الزراعية هذا الموسم تتميز بواقعيتها، من خلال دراسة ما تم تنفيذه على أرض الواقع في المواسم السابقة، وذلك لأن ما تم تنفيذه كان أقل من المخطط. كما تم تحديد مساحة المحاصيل المروية بما يتناسب مع الواقع المائي المتوافر في المحافظة.
من جانبه، أشار مدير الموارد المائية المهندس عبد العزيز أمين إلى أن خطة المحاصيل الشتوية المروية في الخطة الزراعية لمحافظة الحسكة انخفضت إلى ما يقارب الثلث. إذ تضمنت الخطة زراعة 154 ألف هكتار في الموسم الحالي، بعد أن كانت 373 ألف هكتار في الموسم الماضي. مرجعاً الانخفاض إلى سببين اثنين: الأول عزوف الفلاحين عن استخدام الآبار الزراعية في الري، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج من مازوت وبذار وإصلاحات وغيرها. والسبب الثاني نقص الكميات المخزّنة من المياه في بعض السدود، نتيجة لقلة الوارد المائي بسبب قلة الأمطار.
ونظراً لعدم توافر كميات كافية من البذار لدى فرع مؤسسة إكثار البذار في المحافظة، واضطرار الفلاحين والمزارعين إلى تأمين حاجتهم من الأسواق المحلية، كما شدّد رئيس اتحاد فلاحي المحافظة عبد الحميد الكركو على فلاحي الحسكة ومزارعيها بضرورة أخذ الحيطة والحذر عند شراء البذار، والتأكد من نوعيته ومدى ملاءمته حقول وأراضي المحافظة، وخلوّه من الأمراض الزراعية والآفات الحشرية، وخاصة في المناطق الواقعة تحت الاحتلالين الأميركي والتركي. وعدم استخدام أي نوع من البذار مجهول الهوية والمصدر.
مستذكراً بذار القمح التي وزعها الاحتلال الأميركي في موسم 2021 على الفلاحين في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش العربي السوري في محافظة الحسكة، وتبين أن تلك البذار غاية في الخطورة، كونه يؤدي إلى تدني المردود الإنتاجي لوحدة المساحة موسماً إثر آخر من جهة، وتوطين العديد من الآفات والأمراض الفتاكة في الأرض من جهة ثانية، وصولاً إلى موت هذه الأرض في نهاية المطاف، وذلك لاحتوائه على آفة “النماتودا” الفتاكة.
وأشار الكركو إلى أن وزارة الزراعة منعت منذ سنوات توزيع أي بذار قمح تحتوي على النيماتودا، مهما كانت نسبة الإصابة قليلة ومحدودة فيها، حفاظاً على الإنتاج الزراعي والاقتصاد الوطني. وبناءً على ذلك يعتبر ما قامت به قوات الاحتلال الأميركي هو شكل جديد من أشكال الحرب التي تشن على سورية منذ سنوات. حيث أثبتت التحاليل المخبرية التي تم إجراؤها على عينات من بذار القمح الموزعة من الاحتلال الأميركي أنها غير صالحة للزراعة، ليس في محافظة الحسكة فحسب، وإنما في جميع الأراضي الزراعية السورية. وذلك بسبب احتواء البذار الموزعة على الإصابة بثآليل القمح وشيوع ترافقها مع مرض عفن السنابل البكتيري الناتج عن البكتيريا Clavibacter trtitici والمعروف كمرض حجري مدمّر لحقول القمح عند الإصابة به، ما يسبب تلوث التربة والتأثير بشكل كبير في إنتاج المحصول. إضافة إلى انخفاض نسبة إنبات الحبوب إلى 83.84 % تحت ظروف المخبر وقد تنخفض إلى نسبة أكبر في الحقل، إلى جانب وجود نسبة حبوب مكسورة تبلغ 3.75 % ما يزيد من الحاجة إلى معدل بذار أعلى لتعويض الفاقد في نسبة الإنبات والحبوب المكسورة، وبالتالي زيادة تلوث التربة وزيادة ضرر الإصابة بنماتودا ثآليل القمح والمرض البكتيري المرافق لها، والتي تبين وجودها في البذار الموزعة من الاحتلال الأميركي.

يذكر أن الجهات المعنية في الحسكة كانت قد سلمت عينة من بذار القمح الموزعة من الاحتلال الأميركي إلى كلية الهندسة الزراعية لتحليلها، وأثبتت نتائج التحليل أن العينة تحتوي على إصابة نماتودا ثآليل القمح بنسبة 0.3 % وإصابة بمرض التفحم بنسبة 0.08 % ووجود شعر أبيض وأسود بنسبة 0.08 % ووجود أعشاب غريبة “زيوان وشيلم” بنسبة ٠.١٣% ووجود حبوب مكسورة بنسبة 3.75%، الأمر الذي يبين أن نسبة الإنبات لهذه العينة لا تتجاوز ٨٣ % في ظروف المختبر وستنخفض هذه النسبة في الحقل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
حادث المروحية واستشهاد الرئيس رئيسي حدث يوازي بصخبه الثقل الدولي لإيران .. أميركا و«منْ يحكم غزة».. هكذا ترتب واشنطن لـ«اليوم التالي» على قاعدة «إسرائيل المهزومة» وبمخاطر عالية على المنطقة الهلال الأحمر الإيراني: فرق الإنقاذ الإيرانية هي من قامت بعملية البحث عن حطام طائرة الرئيس بدء استقبال طلبات الترشيح لانتخابات مجلس الشعب في الحسكة حساسية الطقس «حمى القش» وكيفية التعامل معها عدم استكمال البيانات في «عقاري جبلة» يمنع وصول رسالة التفعيل للمتعاملين «التجارة الخارجية» في اللاذقية تؤمّن أدوية الأمراض السرطانية للمشافي الحكومية بقيمة 61 مليار ليرة معالم دمشق التاريخية تشعُّ على جدران المتحف الوطني استثمار المتوافر من الإمكانات في «المتحدة للصناعة» ساهم في إنتاجية قيمتها 16.5 ملياراً خلال أربعة أشهر على أعتاب حصاد القمح.. مراكز درعا جاهزة لاستلام المحصول.. ومطالب بتلافي أي ازدحام والالتزام بأجور الحصاد طلاب الشهادات قاب قوسين أو أدنى مع امتحاناتهم ..أكثر من ٥٢٠٠ مركز امتحاني على مستوى القطر