حذّر من أثر هجرة الشباب وعزوفهم عن تأسيس عائلات على الاقتصاد خلال عقد من الزمن.. خبير اقتصادي: لابد من محاربة غلاء المهور وإنشاء صناديق لدعم المقبلين على الزواج
تشرين- محمد فرحة:
يخطئ من يظن أن عزوف الشباب عن الزواج وهجرتهم إلى الخارج، هما حالة طبيعية، بل هما ظاهرة سلبية بامتياز، وكارثية في مستقبل الأيام، وستنعكس سلباً عاجلاً أم آجلاً على الاقتصاد المحلي، تبدأ من انخفاض النمو السكاني وهو الذي كان الأعلى في المنطقة، والذي سينعكس بعد عقد أو عقود بانخفاض الأيدي العاملة الشابة في السوق المحلية من جهة، وانخفاض الطلب على السلع في السوق المحلية والخدمات، في حين ستعجز الأيدي العاملة الموجودة الآن بعد عقدين وبالتالي سينخفض الإنتاج والناتج المحلي.
لماذا؟ لأن الفئة العمرية الحالية فئة فتية قادرة على العطاء أينما وجدت حيث تنتج وتستهلك، أما بعد عقود فستصبح هرمة لا تنتج ولا تستهلك.. فما الأسباب والتداعيات عن كل ذلك؟
يشير الخبير الاقتصادي والأستاذ في كلية الاقتصاد الدكتور إبراهيم قوشجي في تصريح لـ”تشرين” إلى أن الزواج يشكل عند جيل الشباب حالة صحية في المجتمع وهذه هي سنّة الحياة، حيث يعني ذلك نمواً سكانياً وتجدداً إنسانياً، وبالتالي يعني ارتفاع الطلب على السكن والأثاث المنزلي ومستلزمات الأطفال لاحقاً والطبابة والغذاء والدواء وغير ذلك، وهذا يدفع عجلة الإنتاج إلى المزيد من النشاط ورفد السوق المحلية دائماً بأيدٍ فتية معطاء، وزيادة بالاستثمار في كل شيء.
ويرى قوشجي أن العزوف عن الزواج سوف يؤثر سلبياً في الاقتصاد المحلي من خلال ضعف الأيدي العاملة والفكر المبدع والطاقة الخلاقة، ولعل ما نشاهده بالاستقبال الحافل لهؤلاء الشباب المهاجرين في بلدان الغربة الأوروبية منها واحتضانهم، كل ذلك مؤشر كبير على قيمتهم في سوق العمل الإنتاجي.. كل ذلك سببه العزوف عن الزواج من جراء ارتفاع أسعار المهور وتكاليفه الباهظة، بسبب المبالغة الأسرية عند الحديث عن المهور وبيت السكن، كل ذلك يشكل عقبة كبيرة في طريق النهوض الاقتصادي مستقبلاً.
وأضاف الخبير: إن انتشار البطالة بين جيل الشباب الواعد الذي تُعقد عليه كل أمم العالم الأمل بغدٍ أفضل ومشرق، قد نفتقده خلال العقود القادمة، وهذا يشكل كارثة في كل شيء.
والحل، يجيب الدكتور قوشجي: لابد من محاربة غلاء المهور وإنشاء صناديق دعم جيل الشباب المقبلين على الزواج وليكوّنوا أسراً لهم مستقبلاً، كما هي سنّة الكون والطبيعة، مشيراً إلى أن حالة التنمر اللفظي والجسدي وعدم الرغبة في إكمال المسألة التعليمية قد يكونان سبباً من جملة أسباب الضغط النفسي والمنزلي على جيل الشباب هذا.
وختم حديثه قائلاً: لابد من إعادة توزيع الدخل المحلي لتخفيف الفوارق بين الطبقات الاجتماعية، وبالتالي يستطيع المجتمع أن يحقق التوازن بين كل فئاته العاملة.