من إعلام العدو:  نتنياهو أثبت أنه منفصل عن الواقع

تشرين – غسان محمد: 

كتب المحلل بن كسبيت في صحيفة «معاريف» أن بنيامين نتنياهو، كسر جميع سجلات الانفصال عن الواقع السابقة الخاصة به، وعندما سئل عن مسؤوليته عن فشل 7 تشرين الأول، أجاب: هل طلب أحد من الرئيس روزفلت تحمل المسؤولية بعد بيرل هاربور..؟

رغم أننا اعتدنا على شعوذة الرجل الشخصية، إلا أننا اعتدنا على الانفصال عن الواقع، والهرب من المسؤولية، واعتدنا على الكذب والتهرب واللف والدوران على مدى عقود، فالرجل الذي حاول أن يقنعنا بأنه تشرشل، يحاول الآن أن يكون روزفلت، فما هي الخطوة التالية..؟ هل يدعي أنه ستالين..؟ ويقارن ما حصل في 7 تشرين الأول بما حصل في ببيرل هاربور..؟ من حسن حظه أن روزفلت مات بالفعل، لأنه لو كان على قيد الحياة لكان سيرفع عليه دعوى تشهير.

لقد سقط بيرل هاربور على الأمريكيين كالصاعقة في يوم صافٍ، فيما جاء هجوم المقاومة الفلسطينية على «إسرائيل»، في ضوء وقائع تشير إلى احتمال حصول الهجوم، وكانت خطة التنفيذ معروفة لدى المخابرات الإسرائيلية منذ سنوات، ونتنياهو نفسه حذّر منها قبل وصوله إلى السلطة، لكنه أصبح روزفلت بعد أن تهرب من المسؤولية.

لم يقبل تحمل المسؤولية، وكان ساحراً وكاذباً، هذا الرجل لن يذهب إلى أي مكان، فهو مقتنع بأن الجميع مذنبون، باستثنائه، فهو نفسه يحكم هنا منذ 16 عاماً، ولايزال غير مرتبط بأي شيء مثير للمشاكل.

عندما سئل نتنياهو، إذا كانت «إسرائيل» تعرف مكان تواجد جميع الأسرى الإسرائيليين؟ قال: نعرف الكثير عن موقعهم، لكنني لن أخوض في ذلك، نأمل ألا يكون ما قاله نتنياهو مُبالغة، وأن يكون نوعاً من البيان المتطور، رغم معرفتنا بأن فرص ذلك منخفضة.

طوال الفترة التي أجريت فيها المقابلة مع نتنياهو، كان حزب الله يستهدف الإسرائيليين في الشمال، ونتائج اليوم كانت صعبة بشكل خاص، حيث أدى إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات على موقع في جبل دوف، إلى إصابة عشرة جرحى، بعضهم في حالة حرجة أو خطيرة، واشتعال النيران في سيارات، ومشهد أشبه بغزة.

«إسرائيل» عالقة في حرب قاسية في الجنوب، وقد تم تعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط، والاقتصاد في تباطؤ كبير والشمال يبدو قريباً من الحرب، لكن، يتعين علينا تجنب الدخول في حرب شاملة.