العنف الأسري ضد المراهقين يولد تأثيرات سلبية
تشرين – دينا عبد:
قد لا يعرف الكثير من الأهالي أن أي عنف قد يتعرض له المراهق سيكون له تأثيرات سلبية عليه وعلى صحته ونفسيته في المستقبل؛ فمهما كان نوع العنف الأسري الذي يواجهه المراهق سواء أكان لفظياً أو جسدياً فسيكون له الكثير من الانعكاسات السلبية عليه.
وبحسب باسل محمد مرشد اجتماعي في مدرسة ثانوية (ذكور) فإن هناك عدة عوامل تسببت في انتشار ظاهرة العنف بعضها متعلقة بالمراهق نفسه وأخرى متعلقة بالظروف الأسرية المحيطة به، والتكنولوجيا.
أخصائية: أسلوب الحوار يخفف الفجوة بين الأهل والمراهقين
مشيراً إلى أنه يجب إعطاء المراهقين الثقة والحرية مع ضرورة مراقبتهم ومنحهم المعلومات الكافية تجاه العنف، ويشير إلى أن هناك جهداً كبيراً يقع على عاتق الآباء والأمهات، فالتربية تبدأ من الأسرة التي يجب عليها زرع الثقة في المراهقين.
ويرى دريد (١٥ عاماً)، أن هناك شكلاً آخر من أشكال إساءة المعاملة التي لا يتحدث عنها الناس كثيراً ولا حتى أولياء الأمور أنفسهم، وهي العنف اللفظي الموجه لنا نحن المراهقين فهو يسبب جروحاً لا تُرى بالعين، ولذلك لا أحد يعرف ما يحدث للمراهق بعضهم يفقد تركيزه طوال النهار، وبعضهم يبدأ بالميل لأن يكون عدوانياً مع أقرانه الطلبة حتى داخل الصف.
تقول إحدى المرشدات الاجتماعيات: إن هناك طالباً في الصف التاسع كان يخبرها كل يوم أن والده يتعمد تعنيفه لفظياً أمام الغرباء، وإنه يقوم بالتقليل من شأنه و طريقة حديثه، ويتساءل عما يجب أن يفعله ليتجنب تصرفات والده.
وتدريجياً بحسب المرشدة فقد بدأ المراهق بالانعزال ورفض الحديث مع أي أحد؛ مشيرة إلى أنها أرادت الحديث مع والده حول هذا الأمر، لكن للأسف كانت النتيجة سلبية للغاية، حيث نقله والده إلى مدرسة أخرى ولم أعد أعرف عنه شيئاً.
مرشد اجتماعي: جهد كبير يقع على عاتق الآباء والأمهات
وفي ردها على كيفية التعامل مع المراهقين اعتبرت أخصائية الصحة النفسية الدكتورة غنى نجاتي أن هذه الفئة من أكثر الفئات حساسية وصعوبة في التعامل لأن لكل مراهق درجة حساسية وانفعالية وفروقاً فردية تميزه عن باقي أقرانه.
لذلك لا توجد قاعدة واحدة للتعامل مع المراهقين ولا يوجد أي أحد لديه نظرية واحدة تطبق على جميع المراهقين في هذا العمر؛ والفكرة أن المراهق تسميته هكذا لأنه يرهق من حوله باستجاباته المبالغ فيها وبردات فعله التي تصيب الأهل بحيرة في التعامل مع ابنهم المراهق.
لذلك نصحت نجاتي باتباع أسلوب الحوار المتبادل والمساحة الآمنة التي يجب أن يمنحها الأهل لابنهم والحديث عن تجارب سابقة تكون دروساً لهم هذا الشيء يخفف الفجوة بين الأهل والمراهقين.