حديث الثّكلى
تشرين- إدريس هاني:
جفّت من هول ما جرى مآقي
ويل لكم من غزة هاشم
وملائكة الطّفولة في موكب حزين
في مأثم غزّة والآه والنحيب
تحمل في أكفّها أشلاء المعذّبين
كثُر العُثار والغمّ استطال
وغزّة تبكي انتصاراً مُثقلاً بالأنين
+ + +
لِمَ المُلام على الأُسْد بالعرين
لِمَ الزُّقاح وقد اشتدّ الوطيس
أيّتها العير إنكم تافهون
وقالت الثّكلى: إنكم واهمون
ولعنة الطفولة فوق الرؤوس
أشدّ وقعاً من قاذفات الموت
والتّاريخ يطوي عن زيفكم كِشحا
والأرض تناديكم من السّماء
وعالم بثقل ذُلّه يرسفُ
+ + +
ما خلا ذات الشوكة، أين المفرّ؟
لن يصنع التّاريخ بهلوانٌ
أو سمسارٌ أو دُكانٌ كذُوب
قالت الثّكلى: يا لقلة النصير
+ + +
غزّة اليوم في انتفاض الأسود
والأشبال يزأرون تحت النار
لا قصف يثنيهم ولا هم يبالون
انظر يا تاريخ وسجّل
أن من دكّوا خرافة العِلْج
هم نبتة غزّة الثّكلى
من ولد الجبارين النشامى
أنجبتهم في نخوة وإباء
هاتيك الفحولة من يَعْرُب
+ + +
ودّعت الثّكلى ابنها الرّضيع
وهْو يبتسم في براءة وبهاء
أقمار غزّة من زمن الطوفان
الملائكة في غزّة مُقاوِمَةٌ
وفي سجلّها العامر
تغبط الشهداء
حتى اللّصوص تواروا
وأعلنوا باسم اللُّتيّا
أنهم من الغازي بُرءاء
حتى الغازي ليس في جعبته منطق
سوى ألف ليلة وليلة من العدوان
حين يتكلّم الأطفال يخرس الغازي
بطن غزّة يا مقبرة الشهداء
فوق الأرض فدائيّ وتحت الثرى شهيد
فاز أطفال غزّة في لعبة الأمم
قالت الثّكلى والرضيع في دمه يتشحّط:
وحقّ الرضيع المسجّى فوق الثّرى
أنّ غزّة ستنتصر..