من أين أتاها فائض الخبز في زمن عزّ فيه على بني البشر.. مؤسسة الأعلاف تدرج “اليابس” في خلطتها العلفيّة.. تساؤلات بانتظار الإجابات

تشرين – محمد فرحة:
بداية الأمر، لم أصدّق أن هناك كميات من الخبز اليابس أو بقايا العجين يمكن أن تدخل في الخلطة العلفية، أو الخلطة العلفية تدخل بها لتقدّم إلى المواشي كالأبقار الحلوب.!
لم أصدّق لعدة أسباب، أولها أن جميع الناس يشكون من أن مخصصاتهم من الرغيف لا تكفيهم، وأنهم يشترونها بالسعر الحرّ، وزاد استغرابي أكثر عندما قرأت في إحدى المراسلات بين المؤسسة العامة للأعلاف وأحد معاملها “الأعلافية”، وردّ وزارة الزراعة في كتاب رسمي حول كل ذلك، وكيف يمكن إضافة الخبز اليابس للمادة العلفية لتباع لمربٍّ لا يعرف ماذا تحتوي المادة العلفية المقدمة لمواشيه .!
فكيف، ومن أين، ولماذا يضاف إلى المادة العلفية؟ وهل هو خالٍ من العفونة والرطوبة ونسبته هي وفقاً للمعيار المحدد أي خمسة بالمئة فقط؟ وهل هي خالية من الفطور وإفراز السموم الفطرية، ولاسيما الأفلاتوكسين.؟ ثم كيف توافق وزارة الزراعة؟.. إنها لأسئلة مشروعة .
يقول الكتاب رقم ٨٩٤ / ٦٠ تاريخ ٢٥ / ٨ / ٢٠٢٣ المرسل من وزارة الزراعة بالتفويض من قبل مدير الإنتاج الحيواني ما يلي : إلى المؤسسة العامة للأعلاف، إشارة إلى كتابكم رقم ٣٢٨٦ – ٣٢٨٧ تاريخ
٢٠ / ٩ / ٢٠٢٣
المتضمن طلب إمكانية إدخال مادة الخبز اليابس الموجودة لديكم، والمرفق ربطاً نتائج تحليلها في الخريطة العلفيّة المعمول بها لديكم والخاصة بتغذية الأبقار الحلوب، فإننا نبيّن أنه يمكن إدخال مادة الخبز اليابس في الخلطة العلفية المعمول بها لديكم كما يلي : نخالة ٣٤ %، وشعير ٣٩ %، وخبز يابس ٥ %، وذرة صفراء ٧%، وكسبة صويا ١٣%، وكربونات الكالسيوم واحد ونصف بالمئة .
في حال عدم وجود أربعة “سيلوات”،أي أقماع لإدخال المواد العلفية للتصنيع في المعمل، فإنه يمكن إدخال مادة الخبز الجاف بنسبة ٥% فقط يدوياً من فتحة الفيتامينات والأملاح فوق الخلاط، إضافة إلى الخلطة المعمول بها لديكم من دون تغيير في نسب الإدخال للمواد الأخرى، لتصبح كامل كمية الخلطة ١٠٥٠ كغ من دون حدوث تغيير يذكر في مواصفات المادة .
ومما جاء في الكتاب الموجود لدينا : أما بالنسبة لمادة الخبز نتيجة رقم / ٩١ / ص م ع تاريخ ١٠ / ٩ / ٢٠٢٣، فإنه يجب تجفيف المادة وتخزينها جيداً تجنباً لتعفّنها ونمو الفطور فيها وإفراز السموم الفطرية ولا سيما الأفلاتوكسين .
وفي الكتاب الثاني والذي يحمل الرقم ٢٧٤٩ تاريخ ٩ / ٨ / ٢٠٢٣ ترويسته معمل أعلاف عدرا جاء فيه : نرفق ربطاً كتاب مؤسسة الأعلاف رقم ٢٧٧٦ / م ع ص تاريخ ٨ / ٨ / ٢٠٢٣ بخصوص المادة العلفية. يطلب إليكم إدخال كل مادة من المواد ( عدس – رز حمص – خبز يابس- معكرونة ) في الخلطة العلفية بنسبة ٥ % فقط يدوياً من فتحة الفيتامينات والأملاح فوق الخلاط بعد جرشها إذا دعت الحاجة، إضافة إلى الخلطة المعمول بها لديكم من دون تغيير النسب للمواد الأخرى لتصبح كامل الخلطة ١٠٥٠ كغ من دون حدوث كبير في مواصفات المادة ويفضل الإسراع باستخدام، وإدخال كل مادة على حدة، وفق النسب المحددة خوفاً من زيادة كمية الأفلاتوكسين .
بعد كل هذا كان لابد من معرفة رأي مدير عام مؤسسة الأعلاف عبد الكريم شباط، ففي اتصال هاتفي معه للاستيضاح عن ذلك، أي إضافة الخبز اليابس للمادة العلفية، وبلهجة استهجان واستغراب نفى ذلك، وأضاف: يوجد ٢ طن من الخبز اليابس في دير الزور، نقلها إلى دمشق مكلف جداً، من دون أن يدري أن ذلك إشارة إلى أن هذه الكمية لو كانت قريبة كان يمكن استلامها .
في حين يقول بأحد الكتب: لا نستطيع إضافة المادة من دون تحليلها، وعندما أكدنا له أنه يوجد بين أيدينا مراسلات تؤكد صحة ما تطرحه “تشرين”، طلب أن نرسل له هذه الكتب، فعاد واتصل بنا ثانية لإرسال الكتب التي بين أيدينا.
في كل الأحوال، ما قاله مدير عام مؤسسة الأعلاف شيء، والكتب والمراسلات شيء آخر.
ختاماً: في كل الأحوال إذا كانت هذه هي المادة العلفية وخلطتها التي تباع لمربّي الثروة الحيوانية، فالمكتوب يقرأ من عنوانه.. ثم كيف توافق وزارة الزراعة على فعل ذلك؟، ليطرح ذلك العديد من الأسئلة: من أين يأتي الخبز اليابس؟ فإن كان من مصادرات (حماية المستهلك) ويخضع للتحليل المخبري دوماً و كان خالياً من العفونة، ووفقاً للنسبة المحددة فلا ضير في ذلك، لأن الخلطة منفّذة بالشكل الأمثل، والأسئلة تدور.